عملية الاعدام العلني التي نفّذت الثلثاء الماضي في ساحة طبرجا شنقاً في حق شابين دينا بجريمة قتل وهي الاولى منذ 15 عاماً، وبثتها شاشات التلفزة، عادت الى الاضواء امس مع الكشف عن محاولة طفلين التماهي معها بتهديد طفلة بمصير مشابه بينما كان الثلاثة يلهون في ملعب مدرسة في البقاع. الطفلان يبلغان الخامسة والسادسة من عمرهما، وكانا يلهوان بالحبل مع الطفلة سوزان محيي الدين 5 أعوام في ملعب مدرسة تعلبايا الرسمية. ومسّ الحبل عنق سوزان مصادفة، فاستعاد الطفلان ما شاهداه قبل ايام على التلفزيون من دون ان يدركا أبعاده واكتفيا بالقول لسوزان انهما يريدان شنقها. فخافت وصرخت واستدعى صراخها حضور المعلمة، الامر الذي حال دون متابعة لعبة الموت "البريئة". ما حصل في مدرسة تعلبايا كان الجمعة الماضي اي بعد اقل من 72 ساعة على أحكام طوق حبل المشنقة على عنقي وسام نايف عيسى وحسن ندى ابو جبل في ساحة طبرجا ساحل كسروان، وقد تابعه اللبنانيون مساء اليوم نفسه على بعض شاشات المحطات التلفزيونية التي تبيح، كل شيء بهدف التنافس. وبلغ تنافسها حدّ تصوير حدث الشنق خلسة من احد المنازل القريبة من الساحة، متحدّية الانظمة التي سمحت فقط بالتقاط الصور ما بعد الموت لا أثناء حصوله. عملية الاعدام المزدوج في طبرجا هي الرقم 13 في عهد الرئيس الياس الهراوي، على ان ما سبقها كان يتم في باحة سجن رومية المركزي أو في باحات مبان رسمية بعيداً من "فلاشات" المصورين. الا ان ما حصل خلال تنفيذ الاعدام العلني وغداته أثار جدلاً وانقساماً على جدوى عقوبة الاعدام وعلنيتها. اعدام عيسى وابو جبل شاهده العشرات على الطبيعة. منهم من صفّق ومنهم من احتجّ. وشاهده الآلاف مساء على نشرة الاخبار المتلفزة ومن فاته هذا وذاك شاهد صوراً عنه في الصحف الصادرة في اليوم التالي، اذ تصدّرت الصور والخبر الصفحات الاولى، وخصّصت أعمدة داخلية لشرح تفاصيل العملية. واذا كان الكبار هالتهم رائحة الموت التي انبعثت من اجهزة التلفزة واوراق الصحف فان ما أصاب الصغار بقي من دون صدى حتى حصول حادث تعلبايا. وقال مصدر قضائي ل"الحياة" ان التماهي مع افلام العنف التي تبثها التلفزيونات في لبنان "بات لافتاً في الجرائم وعمليات السرقة التي تسجّل في محاكم بيروت والمناطق". واضاف "اذا كان الاجرام هو العنوان الابرز لكل العصابات التي تمثل البطولة في هذه الافلام فان للشرطة فيها ادواراً أكثر اجراماً. حادث تعلبايا ليس الاول ولن يكون الاخير ربما. فكم من طفل قضى خلال السنوات القليلة الاخيرة سقوطا من شرفة، بعدما حاول الطيران ك"سوبرمان" أو "زينا" أو "هرقلس" أو قضى شنقاً كما يحصل في الافلام. تبقى الاشارة الى ان الدولة اللبنانية كانت نفّذت قبل 15 عاماً عملية اعدام علني في ابراهيم طراف دين بقتل امرأة وابنها، في حديقة عامة معظم روادها من الاطفال.