بدأت مديرية الاوقاف في مدينة حلب عمليات ترميم المدرسة البهائية تمهيداً لتحويل قسم منها الى متحف للشاعر ابي الطيب المتنبي الذي أمضى في المبنى تسع سنوات أيام العلاقة الحميمة مع سيف الدولة الحمداني بين 337 و346 للهجرة قبل ان يسافر الى كافور في مصر. وقال مدير الاوقاف صهيب الشامي لپ"الحياة" انه امر بتشكيل لجنة من المديرية بهدف تحويل قسم من الدار الفسيحة متحفاً لهذا الشاعر الذي كتب فيها اجمل قصائده في مدح سيف الدولة. لكن الشامي لم يحدد ما سيعرض في هذا "المتحف". وأشارت مصادر الى ان جعل "البهائية" متحفاً اثار جدلاً بين الاوساط الدينية في حلب في الاسبوع الاخير عندما اعلن احد الخبراء ان المتنبي امضى سنواته التسع في هذه الدار. وقال احد المعنيين: "سيكون المتنبي مسروراً جداً لو علم ان داره او احدى الغرف حولت الى متحف يرتاده محبو الشاعر الكبير على امداد العالم العربي، اسوة بالأدباء العالميين الذين لا يقل المتنبي اهمية عنهم". وللتأكيد عن علاقة المتنبي بهذه الدار، يمكن الاشارة الى قول المؤرخ الحلبي محمد راغب طباخ في كتابه "اعلام النبلاء في تاريخ حلب الشهباء" انه في العام 737 للهجرة جعل الامير صلاح الدين يوسف بن الاسعد الدواوار داره في حلب المعروفة بدار "ابن العديم" مدرسة دينية، وان الامير صلاح رمم الدار وأضاف اليها فروعاً جديدة. ونسبة الى الامير صلاح سميت بپ"المدرسة الصلاحية". وأصابها الدمار مع دخول تيمورلنك مدينة حلب الى ان عمّرها السيد بهاء الدين ابن السيد تقي الدين القدسي سنة 1260 هجرية ومنذ ذلك الحين صار الناس يسمونها "البهائية". وتقع هذه المدرسة في شمال خان خيربك وفي مقابل خان الكتان. وكتب ابن العديم في كتابه "بغية الطلب في تاريخ حلب" ان المتنبي نزل فيها سنة 337 للهجرة وبقي فيها حتى رحيله الى مصر العام 346.