اعتبر عضو مجلس إدارة نادي تبوك الأدبي عبدالرحمن العكيمي محاضرة الدكتور عبدالعزيز المانع «تقليدية، وحملت سردا أدبيا، ولم تأت برؤية جديدة». وتساءل العكيمي في حديثه ل «عكاظ»: «لماذا ركز المحاضر على المديح وعلى خروج المتنبي من عند سيف الدولة، ولم يتناول الحكمة التي هي الأهم في عالم المتنبي الشعري؟». واستغرب العكيمي حديث المانع عن النقد الحداثي وما بعده لشعر المتنبي، وقال: «نحن أمام منتج ثقافي وأدبي سواء كان تقليديا أو حداثيا.. إن النقد الثقافي يعري المتنبي الذي يمثل النموذج النسقي والخراب النسقي في الثقافة العربية، وقد وجه عبد الله القصيمي في كتابه (العرب ظاهرة صوتية) أعنف نقد ثقافي للمتنبي واتهمه بالوصولي». ورد المانع على كلام العكيمي بالقول: «أنا بكل تجرد وحقيقة لا أفهم ما يقوله الحداثيون بعيدا عن المدارس الأدبية وكل ما يقال في هذا الجانب». وكان نادي تبوك قد شهد الثلاثاء الماضي محاضرة «خروج المتنبي من بلاط سيف الدولة وهروبه من كافور» ألقاها المانع وأدارها الدكتور موسى العبيدان. وتناول المانع في محاضرته شاعرية المتنبي والمديح في شعره، وكيف وصل إلى بلاط سيف الدولة وخرج منه، وذهابه إلى كافور، وتحدث عن الهدف الأساسي في حياة المتنبي وهي الولاية، وقال: «إن المتنبي كان لا يمدح كثيرا إلا لمن يعرف أنه سيعطيه ولاية». وتطرق إلى الأسباب وراء خروج المتنبي من بلاط سيف الدولة وذهابه إلى كافور، وقال: «إن قصائد المتنبي التي قالها في كافور هي قصائد مدح أقرب إلى الذم». وفي مداخلة للباحث أحمد سليم قال: «إذا ما حاكمنا الشعراء من جانب أخلاقي فلن يصمد أحد، فكيف تفسر قصائد المدح التي قالها المتنبي في كافور؟ وما هو تفسيرك لارتفاع الأنا في شعر المتنبي؟. واعتبر الشاعر محمد توفيق في مداخلته أن ما يميز المتنبي أنه الوحيد الذي لم يخض في شعر الغلمان، بينما كل الشعراء العباسيين قد كتبوا في هذا الجانب.