القدس المحتلة، القاهرة - "الحياة"، اف ب - حذر الفلسطينيون امس من احتمال ان تسبب زيارة متوقعة بعد غد لرئيس مجلس النواب الاميركي نيوت غينغريتش للموقع الذي اختير لبناء السفارة الاميركية المقبلة في القدس، موجة عنف جديدة. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات :"احض غينغريتش على اظهار الحكمة والعقلانية عبر التخلي عن هذه الزيارة والا يتحمل مسؤولية مقتل فلسطينيين واسرائيليين". واضاف ان"مجرد زيارة رمزية او اعلان حول السفارة يمكنه ان يسبب اعمال عنف وحمام دم". وسيقيم غينغريتش حليف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ومنتقد الرئيس بيل كلينتون الاثنين "احتفالا" في الموقع الذي اقترحته اسرائيل لبناء سفارة اميركية في القدس وفق برنامج الزيارة الذي اعلنته امس وزارة الخارجية الاميركية. وينتظر وصول غينغريتش الذي يرافقه زعيم الاقلية الديموقراطية في مجلس النواب ريتشارد غيبهارت، اليوم الى اسرائيل في زيارة تستمر ثلاثة ايام تتزامن مع الاحتفالات الاسرائيلية ب "يوم القدس" غدا في الذكرى ال31 لاحتلال اسرائيل القدسالشرقية. واعلن الناطق بأسم الشرطة الاسرائيلية امس ان القوات الامنية الاسرائيلية وضعت في حال تأهب قصوى عشية الاحتفالات ب "يوم القدس" . وسيتضمن برنامج الاحتفالات اضافة الى المسيرات الشعبية، تنظيم عرض عسكري يشارك فيه نحو 13 الف جندي اسرائيلي ويعتبر الاول منذ اوقفت اسرائيل تسيير هذه العروض في المدينة المقدسة في العام 1973. وقال الناطق بأسم الجيش الاسرائيلي ان "وحدات عسكرية تمثل مختلف فروع الجيش تتقدمها عشرات من سيارات الجيب ستبدأ العرض من حدود البلدة القديمة في القدسالشرقية وتتابع سيرها في شوارع القدس الغربية الى ميدان قريب من مبنى الكنيست البرلمان الاسرائيلي". واعتبرت السلطة الفلسطينية العرض العسكري الاسرائيلي بمثابة "استفزاز" ومحاولة "لجر الفلسطينيين الى مواجهة". وقال عريقات لوكالة "فرانس برس" ان "هذا العرض واحد من استفزازات نتانياهو التي لاتتوقف" ، مضيفا ان "الهدف من هذا الاستفزاز هو"جرنا الى مواجهة". وقال وزير الثقافة والاعلام الفلسطيني ياسر عبدربه "ان غينغريتش رمز للعنصرية والتطرف والعداء للسلام. يحلم بأن يصبح رئيسا للولايات المتحدة على حساب الدماء التي ستسيل في المنطقة بفعل سياسة حليفه نتانياهو" واضاف: "انه يريد من خلال زيارته هذه الاشتراك مع نتانياهو في سياسة اشعال الحرائق في واشنطن والمنطقة". وكان عبدربه يشير بذلك الى اقوال نسبتها الصحف الاسرائيلية قبل ايام الى نتانياهو خلال لقائه مع عدد من اعضاء الكونغرس في واشنطن وهدد فيها ب "إشعال الحرائق في البيت الابيض في واشنطن" اذا حاول الرئيس بيل كلينتون الضغط عليه للقبول بالافكار التي تطرحها ادارته لاخراج العملية السلمية من مأزقها. ورأت وزيرة التعليم العالي الفلسطيني حنان عشراوي ان "غينغريتش يريد من خطوته تلك كسب حظوة لدى اللوبي اليهودي لينال أمواله والاصوات التي يؤثر عليها في الانتخابات التشريعية الاميركية التي ستجرى هذا العام اضافة الى تقديم نفسه كمرشح مفضل للانتخابات الاميركية في العام 2000". وتابعت: "ان عمله يفتقر للحد الادنى من الحساسية والاحساس بمشاعر وحقوق الفلسطينيين المسلمين والمسيحيين ويريد استغلال اوضاعنا لتحقيق طموحاته الشخصية". الى ذلك، حمل الامين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد على غينغريتش بسبب تصريحاته التي رأى فيها ان "القدس عاصمة لاسرائيل ومن حق الدولة العبرية اختيار عاصمتها"، وقال لپ"الحياة": "يجب أن تتدخل الادارة الاميركية لوقف هذا العبث بمصير القدس التي يخضع مصيرها لمفاوضات الوضع النهائي بين الفلسطينيين والاسرائيليين". ولفت عبدالمجيد الى مخاطر الزيارة التي يعتزم رئيس مجلس النواب القيام بها الى القدس، وقال "انها بمثابة دعم للاحتلال الاسرائيلي لمدينة القدس ومن شأنها إثارة المسلمين والمسيحيين وتعرض المصالح الاميركية في المنطقة للاختلال"، داعياً غينغريتش الى اعادة النظر في اتمام هذه الزيارة. وعلمت "الحياة" ان الامين العام للجامعة بعث برسالة الى وزيرة الخارجية الاميركية ابلغها فيها امتعاض الجانب العربي من موقف رئيس مجلس النواب الاميركي.