طهران - أ ف ب - تحتفل ايران اليوم بالذكرى الأولى لانتخاب الرئيس المعتدل محمد خاتمي، لكنها لا تزال منقسمة على معنى هذا الحدث الحافل بوعود التغيير، والذي يثير في الوقت نفسه خلافات عنيفة خصوصاً بين التيارين الاصلاحي والمحافظ. وأكد مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي ان "توجه 30 مليون شخص الى صناديق الاقتراع العام الماضي، كان عملاً دينياً وثورياً اظهر وحدة ايران"، فيما سعى مدير مكتب الرئيس محمد ابطحي الى التهدئة وقال ان "الثالث والعشرين من أيار هو يوم وحدة يخص جميع المواطنين"، وعلى الجميع ان يستغل المناسبة للتعبير عن رأيه وعلى الجمهور ان يختار". وتتوقع التيارات اليسارية والاصلاحية تجمعاً حاشداً في جامعة طهران، معقل انصار خاتمي الذي لا يستبعد ان يلتحق بالجمهور. وحصل خاتمي في الانتخابات الرئاسية التي اجريت في 23 أيار مايو 1997 على 69 في المئة من الاصوات بفضل التأييد الحاشد من قبل شرائح المجتمع الأكثر تعطشاً للاصلاحات خصوصاً الشبان والنساء. لكن الذكرى الأولى لهذا "الزلزال" السياسي اثارت مجدداً الجدل حول "الرسالة الحقيقية" لهذا الخيار. ويصف المعتدلون وحلفاؤهم اليساريون الراديكاليون هذا الانتصار الساحق بأنه "حدث تاريخي" وينادون بضرورة اجراء اصلاحات سياسية واجتماعية جذرية، بعد 19 سنة على الثورة. وأكد الاصلاحيون انهم سيعلنون في هذه المناسبة تشكيل اول حزب سياسي منذ الثورة. في المقابل، يركز المحافظون على النسبة العالية للمشاركين في انتخابات 23 ايار 58 في المئة من الناخبين ويرون في ذلك مؤشراً الى دعم شعبي واسع للنظام الاسلامي وقيم الثورة. ويعتزم المحافظون ايضاً ان يحتفلوا بپ"حدث تاريخي" آخر يتمثل باستعادة مدينة خورمشهر الايرانيةجنوب غرب في 24 أيار 1982 بعدما احتلها العراقيون اثناء الحرب بين البلدين 1980 - 1988. وتحذر الصحف والشخصيات المحافظة من ان تفسر الانتخابات الرئاسية العام الماضي "تفسيراً خاطئاً" مشيرين بذلك الى ضرورة عدم ترقب اي تقلبات في النظام الذي ارساه آية الله الخميني، مؤسس الجمهورية الاسلامية. وأعرب مسؤول رفيع المستوى في "الحرس الثوري" اول من امس عن "قلقه" من التطورات السياسية والثقافية في ايران، وتعهد "حماية القيم الأساسية للثورة". وقال الجنرال محمد علي الجعفري ان "الاشاعات القائلة ان نهاية عهد الثورة اقتربت، ليست سوى مؤامرات لا يمكن تعطيلها الا بتيقظ القوات الثورية الناشطة". وغطت الاذاعة والتلفزيون اللذان يسيطر عليهما المحافظون، الذكرى الأولى لانتخاب خاتمي بصورة محدودة على رغم انهما كانا يخصصان في السابق حيزاً واسعاً لتغطية المناسبات الحكومية. وأثار انتخاب خاتمي سلسلة من الازمات القوية بين الاصلاحيين والمحافظين بلغت ذروتها في نيسان ابريل باعتقال رئيس بلدية طهران غلامحسين كرباستشي، احد ابرز انصار الرئيس، بتهمة الفساد. ومنذ وصول خاتمي الى الحكم، اطلقت ايران حملة لتحسين صورتها على الصعيد الدولي، وبدأت تنفتح ببطء في المجالين الثقافي والاجتماعي، لكن الظروف المعيشية للايرانيين لا تزال تتدهور بسبب الازمة الاقتصادية.