دبلن، بلفاست - أ ف ب - ادلى أكثر من 7.2 مليون ناخب في جمهورية ايرلندا أمس الجمعة باصواتهم، شأنهم شأن الناخبين في ايرلندا الشمالية، في استفتاء على اتفاق السلام في الشطر الشمالي الذي تحكمه بريطانيا. وافادت معلومات اولية ان غالبية في الشمال والجنوب قالت "نعم" للاتفاق الذي ينص على تخلي دبلن عن مطالبتها باراض في شمال الجزيرة. ووفقا لاستطلاعات الرأي الاخيرة، فان نتائج الاستفتاء التي تعلن مساء اليوم محسومة مسبقا في الجنوب حيث تقدر نسبة المؤيدين بنحو 80 في المئة على رغم الحملة الفاترة. وطرحت على الايرلنديين مسألة تعديل الدستور الذي نص اثر تقسيم ايرلندا في 1921 على المطالبة باراض في شمال الجزيرة. لكن اتفاق السلام يستند خلافا لذلك على حق سكان ايرلندا الشمالية في تقرير مصيرهم بانفسهم متى حان الوقت ولا يستبعد الالتحاق بدبلن، وهو هدف الكاثوليك الجمهوريين النهائي، في حال اعربت غالبية سكان ألستر عن رغبتها في ذلك، أو البقاء في ظل بريطانيا كما تطالب الغالبية البروتستانتية الحالية في ايرلندا الشمالية. وساندت جميع الاحزاب السياسية الايرلندية الممثلة في البرلمان الاتفاق الذي كان رئيس وزراء ايرلندا برتي اهيرن، الى جانب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، احد ابرز المفاوضين عليه. وفي ايرلندا الشمالية بدأ الناخبون الادلاء باصواتهم أيضاً في الاستفتاء الذي ستسمح نتائجه لهم للمرة الاولى في تاريخهم بان يختاروا مؤسساتهم المقبلة. وسيدلي الناخبون برأيهم في الخطة التي اتفقت عليها غالبية الاحزاب السياسية في العاشر من نيسان ابريل الماضي وتنص على تشكيل جمعية تتمتع باستقلال ذاتي يتشاطر في اطارها البروتستانت الوحدويون والكاثوليك القوميون الحكم اضافة الى هيئة تنفيذية للتعاون مع الجمهورية الايرلندية. ويفترض ان يصوت الكاثوليك بغالبية ساحقة لمصلحة الاتفاق في حين بدا البروتسانت اكثر انقساما. ومارس انصار الاتفاق حملة ضغط حتى اللحظة الاخيرة على المترددين الذين اظهرت استطلاعات الرأي انهم مالوا تدريجا الى القول "نعم" خلال الاسبوعين الاخيرين. ويتوقع ان تكون المشاركة في الاستفتاء كبيرة جدا اي بحدود 70 في المئة على الاقل وتفيد جميع استطلاعات الرأي ان الاتفاق سيحظى بتأييد.