عن دار "سندباد / أكت سود" التي يشرف عليها فاروق مردم بك، صدرت الترجمة الفرنسية لرواية حسن داوود "بناية ماتيلد"، وقد قام بالترجمة يوسف صدّيق. الرواية صدرت بالعربية في العام 1983 عن دار "التنوير" في بيروت. احداث الرواية تدور في بناية بيروتية يرقى قدوم سكانها اليها ابتداء من الاربعينات. وهم، في توزّعهم شقق البناية وطوابقها، ألّفوا حياة مشتركة بالرغم من اختلاف منابتهم ومناطق قدومهم. كان بينهم فرنسيون وأرمن وروس قدموا بعد طواف في اوروبا للإقامة في البناية، وليقضوا فيها بعد ذلك، في آخر الرواية. كما بين الساكنين عائلات من مختلف مناطق لبنان وأديانه صنعت ذلك الاختلاط الذي بدأ يتهدده عتق البناية واستقبالها لساكنين جدد أخرجوا مدخلها ودرجها وابواب شققها عن هيئتها التي كانت لها خلال سنين كثيرة. كما هدّدت البناية الحرب التي أخفضتها وأصابتها وزادت في هجنة سكانها واختلافهم بعضهم عن بعض، أو اختلاف بعضهم عما كان أصل حياة البناية. وفي مسار التراجع ذاك بدأ التفكك في العلاقات بين المقيمين وأقفل اكثرهم بابه على سواه وانصرف بعضهم عن بيته الى مناطق بعيدة. في نهاية ذلك، قُتلت ماتيلد على يد احد الوافدين الجدد، الذي يبدو كما لو انه من رجال الحرب فيما هو من ضحاياها. "بناية ماتيلد" سيرة أو تاريخ لحقبة من عيش مختلط مشترك أوقفها أو قتلها دخول زمان جديد في الزمان القديم. الرواية انقضى على طبعتها الاولى خمسة عشر عاماً وهي نفدت بعد وقت قليل من صدورها ولم تعمد دار نشر عربية الى اعادة نشرها طيلة هذه السنوات. في هذا العام، 1998، عاد الاهتمام بها مجدداً فصدرت طبعة لها ثانية في القاهرة عن دار "آفاق الكتابة" و"قصور الثقافة". وهي صدرت، منذ ايام، بالفرنسية عن دار "سندباد / أكت سود"، كما انها في تشرين الاول / اكتوبر من هذا العام نفسه ستصدر في لندن بالانكليزية عن دار نشر "غرانتا". ومنذ صدورها الاول لم يتوقف تناول الرواية ودرسها. وقد جرى تناولها في كتابات علم اجتماعية وأدبية وهندسية معمارية كما كتبت عنها مقالات ودراسات كثيرة اخرى