تناول ملحق الكتب في صحيفة «لوموند» رواية الكاتب الكويتي طالب الرفاعي «في الهنا» في ترجمتها الفرنسية الصادرة عن دار اكت سود-سندباد (باريس) وركز المقال على أبعاد الرواية التي تكشف المسكوت عنه من خلال علاقة الحب الشائكة بين شابة شيعية عزباء ورجل سني متزوج، واعتبر المقال الرواية بمثابة «اكتشاف» للقارئ الفرنسي. وفي الوقت نفسه صدرت في مدريد الترجمة الإسبانية لرواية أخرى لطالب الرفاعي هي «سمر كلمات» (دار بيربوم - Verbum) وقامت بها المستعربة الإسبانية «ناعومي فيرو». ودشنت الدار أول إصداراتها للعام 2016 برواية الرفاعي ضمن سلسلتها المختارة من الأدب العربي المعاصر. وزينت الغلاف لوحة للفنان السوري سعد يكن. وضمت الترجمة مقدمة وافية بقلم المترجمة عرضت فيها عوالم الرواية بموضوعية. وتناولت أهمية الرواية وكاتبها في بانوراما الرواية العربية بعامة والكويتية بخاصة وتسليط الرواية الضوء على علاقة المرأة بالرجل في المجتمعات الخليجية. وأشارت المترجمة إلى أن من الواجب الإشادة بدور سلسلة الأدب العربي في دار نشر «بيربوم» بإقدامها على نشر أعمال عربية متميزة، لا يجد القارئ الإسباني السبيل للاطلاع عليها إلا عبر هذه السلسلة. ونوهت إلى كون «سمر» هي أول راوية كويتية تترجم إلى الإسبانية. اما رواية «في الهنا» فهي تلقي ضوءاً ساطعاً على المأساة التي تكابدها إحدى الشخصيات النسائية في الكويت وهي صبية شيعية عزباء تدعى كوثر تقع في حب رجل سني متأهل ورب عائلة. غير ان معالجة هذه القضية الشائكة التي تشهدها مجتمعاتنا العربية جاءت عميقة وانسانية وفي سياق روائي جميل يستخدم فيه الكاتب لعبة الرواية داخل الرواية ليفضح مأسوية هذه العلاقة في اسلوب سردي مشوق. يلقي الرفاعي مهمة السرد في روايته على عاتق الكاتب القرين الذي هو نفسه و «البطلة» نفسها التي يكتب هو روايتها جاعلاً إياها تشاركه فعل الكتابة بصفتها راوية. وهذه اللعبة الطريفة تهدف إلى الدمج بين زمن الرواية وزمن السرد، وهما أصلاً زمنان متلاحمان بواقعيتهما ووقائعهما. يعترف الكاتب الذي يحمل اسم طالب الرفاعي أنه يكتب قصة كوثر البطلة التي تروي في الوقت نفسه قصتها، متقاطعة وفق ما أراد الكاتب، مع ما يسرد هو، من يومياته التي يعيشها في مكتبه.