عقد رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري ورئيس الحكومة رفيق الحريري اجتماعاً طويلاً في مكتب الاول في ساحة النجمة، استكمل الى مائدة غداء في منزل الثاني في قريطم، علم انه تركز على موضوع الانتخابات البلدية والاختيارية في مختلف المناطق اللبنانية. وفي حين لم يدلِ أيّ منهما بتصريح وتكتّمت مصادر الحريري على ما دار خلاله، أفادت مصادر بري "الحياة" انهما اتّفقا على دعم التوافق بين مختلف الفاعليات بعيداً من المحاصصة السياسية والحزبية في المجالس البلدية، مضيفةً "مثلما قرر رئيس المجلس عدم ترشيح اعضاء حركة "امل"، أبعد رئيس الحكومة أقاربه وأقارب نواب كتلته". وأوضحت المصادر انهما سيتعاونان مع الجميع تحت هذا السقف الا اذا استبعد فريق ما نفسه فيكون هو الذي اتخذ قرار عدم التعاون". وأشارت الى ان الاتصالات ستُجرى مع "حزب الله" من هذا المنطلق، فاذا لم ينسجم مع هذا التوجه يكون هذا قرارهم. ويأتي هذا الاجتماع في حمأة التحضيرات للانتخابات، وسط توقع معركة حامية في بيروت، خصوصاً مع اعلان رئيس مجلس الادارة السابق لشركة طيران الشرق الاوسط عبدالحميد فاخوري برنامج لائحته مرجئاً اعلان اسماء اعضاءها الى الاسبوع المقبل، ووسط استمرار التجاذب على الانتخابات في الضاحية الجنوبية خصوصاً بين "حركة أمل" و"حزب الله"، في وقت اعلن رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون لائحته في دير القمر، الامر الذي كان منتظراً منذ نهاية الاسبوع الماضي. بري فقد انتقد الرئيس بري مشروع قانون الانتخابات البلدية "لانه انتج خلافات كثيرة وصلت الى داخل العائلة الواحدة في بعض المناطق". وأشار، بحسب ما نقل عنه امس النواب في اطار "لقاء الاربعاء" الاسبوعي، الى ان البعض اقترح تأجيل اجرائها، مؤكداً رفضه لذلك، لانها وجه من وجوه الديموقراطية التي يجب المحافظة عليها، لكن الشعب لا يتجاوب مع الغاية منها والجميع يعطي الاهمية للموضوع الشخصي البحت". واصدر المكتب الاعلامي للرئيس بري بياناً اكد فيه "انفتاحه على اي صيغة توافقية سوء اكانت في الغبيرة او في برج البراجنة او في بيروت او في كل المناطق التي تحضر فيها حركة "أمل" سياسياً". وأضاف ان "الرئيس بري لا يمانع على الاطلاق ان يشمل هذا التحالف حتى الاقطاع الذي سمّاه القديم والجديد، فكيف الحال مع "حزب الله" الذي يقاتل مع حركة "أمل" في خندق واحد ضد العدو الاسرائيلي؟". وأكد ان بري "يؤثر التوافق بين الناس والعائلات وليس فقط بين السياسيين وينطلق من قاعدة ان لا ترشيح لأعضاء الحركة مع التشديد على المشاركة في الاقتراع". نشاط الحريري وكان الرئيس الحريري التقى وفداً من حزب "رامغافار" الذي قال باسمه السيد سيباك بانوسيان ان البحث تركز على استعدادات الحزب للانتخابات البلدية خصوصاً في بيروت، مشيراً الى ان الحريري "شدد على انتخاب مجلس بلدي يمثل الشعب ويكون من التكنوقراط وغير حزبي". واضاف "شددنا على التنسيق مع كل الفاعليات والمجيء بمجلس بلدي متجانس يعكس تطلعات الشعب البيروتي. نحن دائماً ندعم الحريري والمجال لا يزال قائماً للمناقشة والاتصالات وهناك اتصالات مع الاحزاب الارمنية في هذا الشأن"، لافتاً الى "ان الحزب طالب ب 4 مقاعد للارمن في بيروت، لكنه مستعد للتخلي عن احدها اذا اقتضى التوافق ذلك". وواصل النائب تمام سلام جولاته على التيارات السياسية والروحية، فزار امس الرئيس بري، وشدد على الاثر على "ضرورة ان ينبع التوافق في بيروت من القاعدة"، متمنياً "ان تكون الكلمة الموحدة والجهود الوفاقية سيدة الموقف للوصول الى مجلس من 24 شخصاً يكون على مستوى التحدي التاريخي"، لافتاً الى "ان القرار هو اولاً واخيراً في يد الناس"، مؤكداً "أهمية التوافق في بيروت باعتبارها مرآة كل لبنان ولان التفاهم في شأنها يضمن اموراً عدة ابرزها التوازن الطائفي وايصال الكفايات". وعن وجود صيغة للاتفاق على لائحة بيروت قال "المواطن سيختار 24 مرشحاً، ان كانوا على لائحة او اثنتين او ثلاث انا لدي ثقة كبيرة بالمواطن وأحاول القيام بدوري في هذا المجال. لست مع "النتعات" الانفرادية في هذا الاستحقاق بالذات. حتى الآن لم يتم البحث في اسماء، فالموضوع يحتاج الى وقت والاسماء المطروحة خارج التوافق غير قادرة على اعداد لائحة. وطبيعي ان توضع اللوائح في الايام الاخيرة". واكد "رغبة كل الاطراف في التوافق على قاعدة الابتعاد عن المحاصصة والمحسوبية"، لافتاً الى "إمكان توسيع عدد اعضاء المجلس البلدي في بيروت في المستقبل". برنامج فاخوري واعلن السيد عبدالحميد فاخوري امس برنامج "لائحة بيروت" الانتخابي في مؤتمر صحافي عقد في نقابة الصحافة في حضور جمع كبير من مؤيديه وبعض مرشحي لائحته التي ارجأ اعلان اسمائهم الى الاسبوع المقبل. ورأى "ان الانتخابات فرصة حقيقية امام الشعب اللبناني بتنوّعه الطائفي والمناطقي وامام طاقاته المبعدة والمهمشة وخصوصاً الشباب والمرأة ليقولوا لا عالية كبيرة في وجه مخالب السياسة الضيقة وسط فساد مستشرٍ وتسييب للمال العام لا حدود لهما". واضاف "من أجدر من بيروت لتخوض هذه التجربة الديموقراطية في اختيار مجلس بلديتها، حكومتها المحلية، من ابنائها ليشمّروا عن زنودهم في عزم معقود على الدفاع عن حقوقها وحقوق ابنائها الضائعة والمسلوبة من المجالس المختلفة والشركات الخاصة". وقال "ما أكثر صور بيروت القديمة بعماراتها ومواقعها الطبيعية وناسها ... ولكن بعدما دمّرت العمارات وضاعت المساحات، ما اكثر المجسمات والرسوم الخيالية، وليس من يدري لمن تنشأ هذه الابنية الضخمة وماذا سيطاول المدينة من اثرها؟ وبين الذكرى البائدة والمشاريع المزخرفة بين الحنين التجاري والخيال التسويقي أين الواقع الضائع؟". وسأل "من دمّر بيروت أكثر، الحرب أم فوضى المشاريع الفوقية المتتالية؟". واعتبر "ان بيروت في حاجة الى بلدية تعيد اليها الحياة، بلدية افتقدتها منذ اربعين عاماً ونيف ... وبيروت لا يكفيها مجلس وجاهات ولا تشفيها حلول تجريبية مجتزأة". وأشار الى "ان دور البلدية استخدام جزء محدود من ثروة المدينة الاقتصادية والعقارية بغية توفير شروط استمرار الثروة هذه من خلال بناء تضامن اجتماعي بين ابنائها وتحسين نوعية الحياة فيها ورسم تصور لمستقبلها ودورها واستباق ازمتها". وعن تعاونه مع التيار العوني، قال فاخوري "نحن مجموعة من المستقلين منفتحة على كل التيارات في هذا البلد، ولا ضرورة للتمييز بين الناس عندما نتحدث عن بلدية بيروت"، معتبراً "ان في لبنان صعوبة ان يؤمن الناس بوجود مجموعة من الناس المستقلين ينخرطون في حقل الخدمة العامة. اما ان تكون مع واما ان تكون ضدّ، مع انني أعلم ان الغالبية الساحقة من أهالي بيروت غير منخرطين في اي حزب او اي تيار، ونحن نمثل هذا التوجه". وعن تعاونه مع التيارات السياسية الاخرى أجاب "نطلب من الجميع دعم لائحة بيروت ونتمنّى ان نحصل على دعم الجميع، ونحن نرحب بالتعاون مع كل التيارات". وعن اسماء مرشحي لائحته، قال "لا ضرورة الآن لذكرهم ونحن اول لائحة تعلن وجودها. وهناك تركيب سياسي يحول دون ذكر الاسماء الآن. وسنعلنها الاسبوع المقبل في شكل كامل". وعن تمويلها اجاب "من مرشحيها ونرحب بمن يريد ان يسهم في تمويلها". واعتبر ان هذا التنافس الديموقراطي القائم الآن في بيروت هو لانماء العاصمة ولا اعتقد ان مجموعة او تياراً لديه شيء غير انمائي بالنسبة الى بلدية بيروت". وعلمت "الحياة" ان سبب ارجائه اعلان الاسماء ترقبه خريطة التحالفات في محافظة جبل لبنان، وخصوصاً في الضاحية الجنوبية. لائحة شمعون وفي جبل لبنان تواصل امس اعلان اللوائح، وابرزها لدوري شمعون في دير القمر، وضمت اليه المحامي فادي حنين، المحامي رياض ديب نعمة، المهندس فريد الجردي، المهندس مايك رنو، الدكتور جوزف رافاييل تابت، الدكتور صبحي البويز، الدكتور لبيب الحاج، السيد أنطوان شلهوب، الصحافي نعمة موسى، بولس حبيب، داود أنطون، إيلي غريب، مرسيل رزق عطية، جورج يونس، أنطوان أبو ناصيف، إيلي ناصيف، عيسى زيدان. وقال شمعون خلال اعلانها في مؤتمر صحافي ان "لائحة الوفاء" تشكلت "انطلاقاً من ثوات في طليعتها نوعية اعضائها على صعيد التمثيل الوطني العائلي العريض، والصفات الشخصية خصوصاً العلمية والخلقية". وأضاف "نحن متطوعون لخدمة الدير والديريين ولا غاية اخرى لنا، وسنعمل لتحقيق مشاريع انمائية هو رهن ارادة الديريين الاوفياء لتفشيل ما يخطط له اهل الحكم وخصوصاً السيد الحريري". وتابع "يردد اهل الحكم وفي مقدمهم السيد الحريري امام زائريهم ان دوري شمعون اذا وصل، سيصل منفرداً كعضو في المجلس البلدي. كنا اعرضنا عن ذكر هذه الواقعة لو لم يتم تأكيدها من مصادر متعددة، وهي تثبت حجم تدخل السلطة لضرب معنويات الديريين الاوفياء، ودعم اللائحة المنافسة بواسطة الدس وترويج الاشاعات". ورفض مصادرة ارادة اهل دير القمر، وقال "ليس من ديري وفيّ واحد يقبل هذه الوصاية وهذا التحدي السافر على حرية خياره وكرامته ووفائه. والوفاء سيظل رمز الديريين للحفاظ على تاريخهم وللدفاع عن مستقبل الدير والجبل ولبنان". كذلك اعلنت لوائح في مناطق اخرى من جبل لبنان: في ذوق مصبح برئاسة أنطوان حنا القسيس، وفي الباروك برئاسة عادل حلاوي، وفي عمشيت برئاسة الدكتور أنطوان بربر عيسى، وفي بيت الدين برئاسة المهندس سليم وديع كرم، وفي بحمدون الضيعة برئاسة وليد أنيس خير الله، وفي الدامور برئاسة أنطوان غفري، وفي سوق الغرب برئاسة الدكتور سمير صليبي وبين اعضائها الزميلة ماغي فرح، وفي الحازمية لائحة "الحوار والقرار" التي لم تسم رئيساً لها. وفي سرجبال اعلنت لائحة توافقية ستفوز بالتزكية برئاسة هاشم الهاشم. وأعلن الدكتور جوي غانم البون "لائحة جونية من منزل شقيقه النائب منصور غانم البون. وفي اطار المساعي التوفيقية في جونية، عقد اجتماع برئاسة راعي ابرشية جونية المارونية المطران شكر الله حرب ضم النائبين رشيد الخازن ومنصور البون والوزير السابق جورج افرام وانتهى الى طرح حل بالاتفاق على 9 اعضاء من كلا اللائحتين على ان يترك انتخاب الرئيس الى مرحلة لاحقة وسيكون مشروع الحل هذا موضوع مناقشة لدى الطرفين تمهيداً لاتخاذ القرار المناسب منه. وفي المواقف، اعتبر النائب زاهر الخطيب ان الانتخابات البلدية "فرصة ثمينة لتصحيح التمثيل الديموقراطي واصلاح النظام البرلماني بتحرير النيابة من عبء المعاملات والمهمات". وطالب "باحترام ارادة الناس وصون حرية اختيارهم ممثليهم... من دون تدخل قسري يفرض عليهم مرشحين لا يرغبون فيهم". وناشد ابناء اقليم الخروب "التآلف لاختيار الاكفياء". وأكدت النائبة بهية الحريري ان اجواء اللقاء الثالث مع النائب مصطفى سعد كانت ايجابية اكثر من اللقاءين السابقين، للوصول الى التفاهم. واوضح سعد ان لدى الطرفين لقاءات مكثفة خلال الايام القليلة المقبلة لاستكمال البحث. وقال منسق "التجمع الوطني" المعارض في الانتخابات البلدية السيد مسعود الاشقر ان "المعارضة مستعدة في شكل كامل لاستحقاق يوم الاحد"، مشيراً الى ان بكركي لن تتدخل في اي منطقة خصوصاً في كسروان. ونفى القول بالمعارضة والموالاة في المتن، لكنه شدد على عدم دعم اي من "مرشحي السلطة". وتحدث عن تشكيل نواة لائحة في بيروت، من مختلف الطوائف.