عندما قرر بنيامين نتانياهو تعيين مستشار اعلامي في مكتبه ليهتم بصورته أمام الاعلام اختار أكثر من يعرف بين الاعلاميين الاسرائيليين بسلاطة لسانه وشغفه بمهاجمة كل ما يكتب في الصحافة الاجنبية سلبا عن اسرائيل، ولكنه لم يتوقع ان يتحول ديفيد بار ايلان رئيس التحرير السابق لصحيفة "جيروزلم بوست" وعازف البيانو المشهور الى مصدر ما ينشر في صحيفة رصينة مثل الپ"نيو يوركر" عن سلامة عقل زوجته سارة. وتحول بار ايلان الى مصدر الفضيحة بدل ان يكون معالجها بعد ان نقل ديفيد ريمنيك الحائز على جائزة "بوليتزر" عنه قوله في مقابلة اجراها معه في مكتبه لمجلة الپ"نيو يوركر" ان سارة "ليست أكثر النساء اتزانا ... ولذا فإنها لا تظهر الا في المناسبات المختارة مثل حفلات الاطفال وتلك التي تنظم للمعاقين أو المعوزين. ولذا فإن الامور تسير على ما يرام. صحيح ان ذلك جعل اخبارها مملة بالنسبة الى الاسرائيليين، ولو جرت في الشوارع نصف عارية لكان الامر مختلفا ولكن الامور تحت سيطرتنا". وافادت الصحف الاسرائيلية ان سارة نتانياهو لا زالت تستشيط غضبا على رغم ان زوجها ابتلع الاهانة بعد ان نفى بار ايلان ان يكون أدلى بتلك الكلمات. وقالت "ان مصير بار ايلان بات في يدي سارة". وتمسك ريمنيك بدقة ما نقله عن بار ايلان وقال للتلفزيون الاسرائيلي: "لم يكن الأمر مجرد محادثة عابرة في أروقة رئاسة الوزراء. فقد قابلته في مكتبه بعد ان اجريت حديثا مع رئيس الوزراء وتحدثنا قرابة نصف ساعة وكنت خلالها أدون ملاحظاتي في كراستي ولم نتطرق الى ان الحديث ليس للنشر او انه مجرد خلفيات أو أي شيء آخر يمكن ان يفهم منه اني لا استطيع ان أسند الكلام الى صاحبه". ولم تقتصر الثورة على سارة نتانياهو بل طالت امرأة اخرى هي ياعيل ديان ابنة وزير الدفاع الاسرائيلي الراحل موشيه ديان الذي قال عنها بار ايلان في اطار انتقاده لاعتراف نتانياهو عشية الانتخابات الاسرائيلية بأنه خان زوجته "لقد اقام علاقات مع نصف نساء الجيش الاسرائىلي وتورط في مشاكل بسبب ذلك ولكن أحداً لم يعر ذلك اهتماما". وطالبت ديان باعتذار من بار ايلان وبمعاقبته "على إهانة عائلة ديان والمس بسمعة كل النساء في الجيش الاسرائيلي". واضافت "ان بار ايلان يعلم انه كلما فتح فمه فإن ما يقوله سيحتل العناوين الرئيسية في الصحف فهذا ما يتسلم راتبه من أجله وهذا ما يجب ان يطرد من أجله". واظهر استطلاع للرأي اجرته صحيفة "معاريف" ان 46 في المئة من الاسرائيليين يصدقون مجلة الپ"نيو يوركر" وان 32 في المئة فقط يصدقون نفي بار ايلان. وهذه ليست المرة الاولى التي يتسبب فيها بار ايلان باحراج لنتانياهو منذ تسلمه منصبه اذ أنبه الناطق باسم البيت الابيض في الماضي لوصفه تصريحاً للرئيس بيل كلينتون بأنه "تكلف كلامي"، وانتقده نتانياهو نفسه عندما صرح من دون اذن قبل أكثر من عام بان اسرائيل ستوافق على دولة فلسطينية واضطر للاعتذار بطلب من نتانياهو لأحد كبار معلقي صحيفة "نيويورك تايمز" بعد ان اتهمه بمعاداة الصهيونية.