القدس المحتلة - أ ف ب - غادر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اسرائيل أمس الى واشنطن حيث يلتقي وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت اليوم، مستبقاً موعد سفره الذي كان مقرراً اليوم الأربعاء لكي يرأس الاجتماع السنوي للجنة الاميركية - الاسرائيلية للشؤون العامة ايباك التي تمثل اللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة، وللمشاركة في مسيرة في نيويورك لمناسبة الذكرى الخمسين لقيام الدولة العبرية. وكان البيت الابيض اعلن ان الرئيس بيل كلينتون طلب من وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت لقاء نتانياهو بعد "الافكار الايجابية والمفيدة" التي برزت خلال نهاية الاسبوع مع المبعوث الاميركي دنيس روس الذي قدم تقريراً عن مهمته الاخيرة في اسرائيل حيث حاول عبثا اقناع نتانياهو بالمشاركة في قمة ثلاثية اميركية - فلسطينية - اسرائيلية كانت مقررة الاثنين في العاصمة الاميركية. وقبل ساعات من مغادرة نتانياهو الى واشنطن، أكد الناطق باسمه، ديفيد بار ايلان ان رئيس الوزراء يأمل بالتوصل في واشنطن الى تسوية مع وزيرة الخارجية الأميركية حول مدى الانسحاب العسكري الاسرائيلي في الضفة الغربية. وقال انه ليس مقرراً ان يعقد أي لقاء مع مسؤولين آخرين، مضيفاً ان "كل لقاء بين نتانياهو والمسؤولين الأميركيين يشكل خطوة تسمح باجراء تقارب في وجهات النظر". وتابع: "لقد تم التطرق الى أفكار مختلفة أوردت الصحف الاسرائيلية قسماً منها ونأمل بأن يأتي بعضها بنتائج مرضية". وكانت صحف اسرائيلية ذكرت أول من أمس ان اسرائيل ستذعن شكلياً للمطالب الأميركية التي وافق عليها الفلسطينيون، وتقبل من حيث المبدأ سحب قواتها من 13.1 في المئة من الضفة الغربية، إلا أن جزءاً من إعادة الانتشار هذا سيؤجل لأشهر عدة. وتحدثت الاذاعة الاسرائيلية من جهتها أمس عن الأزمة التي قد يثيرها وزير البنى التحتية ارييل شارون بسبب "التنازلات" حول الأراضي التي يقول ان نتانياهو يعتزم تقديمها. وقالت ان شارون الموجود حالياً في الولاياتالمتحدة أعرب عن "قلقه للغموض الذي يلف الأفكار البناءة" لنتانياهو و"ميله الى الموافقة على انسحاب اسرائيلي من 13.1 في المئة من الضفة الغربية الذي يطالب به الأميركيون". ونشر مكتب نتانياهو أمس بياناً رداً على هذه المعلومات جاء فيه ان "نتانياهو يدافع بشدة عن المبدأ القائل بأن اسرائيل يجب أن تتخذ وحدها قراراتها المتعلقة بضمان أمنها". واستبعد بار ايلان احتمال حصول أزمة مع شارون، باعتبار ان الأخير أجرى تقويماً للوضع السياسي استناداً الى "معلومات نشرتها الصحف يعتبر قسم منها غير صحيح". وأمس، هدد الحزب الوطني الديني، الحليف الرئيسي لنتانياهو تسعة نواب في بيان، بالانسحاب من الائتلاف الحكومي "في حال لم يطالب رئيس الوزراء بمبدأ الاحترام المتبادل للالتزامات التي تعهدت بها اسرائيل والجانب الفلسطيني".