أعلن تنظيم مسلح في جنوب السودان موالٍ للحكومة السودانية أنه تمكن من السطيرة على مدينة في منطقة تقع على الحدود مع اثيوبيا كانت خاضعة لسيطرة متمردي "الجيش الشعبي لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق. وقال رئيس هيئة أركان "قوة الدفاع عن السودان" القائد أليجا هون أمس ان قواته التي انضمت أخيراً إلى اتفاق سلام وقعته ست فصائل جنوبية مسلحة مع الخرطوم "خاضت معركة استمرت أربع ساعات مع قوات قرنق وكبدتها خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات"، وأوضح هون أن قواته باتت تسيطر على مدينة الجكو وأنها أوقعت 16 قتيلاً وعدداً كبيراً من الجرحى في صفوف المتمردين الجنوبيين. وزاد ان ستة من جنوده قتلوا في المعركة وان 8 اصيبوا وأن قواته استولت على كميات من الأسلحة. وقال إن مقاتليه "يسيطرون حالياً على المدينة وما حولها". من جهة أخرى، أشارت تقارير اعلامية في الخرطوم ان رئيس مجلس الجنوب الدكتور رياك مشار التقى قرنق في كمبالا خلال الأيام الماضية وانشق مشار عن قرنق في 1991 ووقع اتفاق سلام مع الحكومة بعد ست سنوات. وأوضحت التقارير أن الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني "لعب دوراً في تقريب وجهات النظر بين الجانبين". ولم يمكن التأكد من صحة هذه التقارير التي توقعت ان تنعكس نتائج هذا اللقاء ايجابياً على الجولة المقبلة من محادثات السلام السودانية التي تعقد في أديس ابابا في آب اغسطس المقبل. ويزور مشار كمبالا منذ أسبوع ويرافقه نائب الأمين العام ل "المؤتمر الوطني" التنظيم السياسي الحاكم الدكتور علي الحاج محمد ومستشار الرئيس السوداني لشؤون السلام آدم الطاهر حمدون. خلافات المعارضة على صعيد آخر، أكد مراسل لوكالة "فرانس برس" أن خلافات حادة تسود بين أقطاب المعارضة السودانية في منطقتي مينزا وقيسان اللتين استولت عليهما قوات "التجمع الوطني الديموقراطي" منذ نحو عام بعد مواجهات مع القوات الحكومية في ولاية النيل الأزرق على الحدود الاثيوبية. ولا يخفى القادة الشماليون الذين يسيطرون على مينزا استياءهم ازاء مقاتلي "الجيش الشعبي"، حلفائهم في "التجمع الوطني". ويقول مختار مبارك، المسؤول عن منطقة مينزا التي تضم 21 قرية تنتشر على مساحة 1800 كيلومتر مربع ويسكنها نحو 40 ألف شخص: "إنهم يسيئون معاملة السكان وينهبونهم ويسرقونهم". ويبدو التنسيق صعباً بين أقطاب المعارضة التي يقود قرنق قواتها العسكرية رسمياً. ويقول مغرب علي، وهو ضابط في "قوات التحالف السودانية" في منطقة مينزا إن قرنق يقود العمليات "على الورق فقط". ويقول جمال علي التوم، ممثل منظمة "أمل ترست" التابعة ل "قوات التحالف السودانية" ان المتمردين الجنوبيين "قصفوا مواقعنا" في إحدى المرات.