أعلن في القاهرة أمس أن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أطلع الرئيس حسني مبارك في مقر اقامته في باريس على نتائج المحادثات التي اجراها في لندن مع وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير. وذكرت مصادر ديبلوماسية فلسطينية ل "الحياة" أن الرئيس عرفات سيلتقي الرئيس مبارك بعد عودة الأخير من زيارته الرسمية الى فرنسا لبحث الاجراءات التي يمكن اتخاذها في مواجهة استمرار الرفض الإسرائيلي المبادرة الاميركية والأفكار الأوروبية. في غضون ذلك يحضر الرئيس عرفات المؤتمر الذي ترعاه الجامعة العربية في السادس والعشرين من الشهر الجاري لإحياء ذكرى مرور 50 عاماً على اغتصاب فلسطين، ويشارك فيه شيخ الأزهر الدكتور سيد طنطاوي وبابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا شنوده الثالث وسفراء الدول العربية والأوروبية المعتمدون في مصر. وبعث الأمين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد برسائل الى وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس الأمن حضهم فيها على القيام بدورهم لإعادة الحقوق المغتصبة الى أصحابها وإعادة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم وأراضيهم. وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين في الجامعة العربية السفير سعيد كمال: "إن لجوء الفلسطينيين الى الانتفاضة والوسائل الأخرى أمر مشروع بعد الجمود الذي أصاب المسيرة السلمية نتيجة لسياسات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو"، مشيراً الى أن الشعب الفلسطيني "لن يهدأ ما لم يحصل على حقوقه كاملة بما في ذلك إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". من ناحية اخرى، يرأس الأمين العام للجامعة غداً الخميس اجتماعاً للمندوبين الدائمين في الجامعة العربية لبحث سبل دعم الفلسطينيين وسلطتهم في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وخطة التحرك على الصعيدين الدولي والعربي لوقف عمليات التهويد الإسرائيلية والحفاظ على المقدسات الإسلامية في القدس. وكان عبدالمجيد التقى أول من امس مندوب السعودية الدائم لدى الجامعة السفير فؤاد مفتي الذي اعتبر انفجار الوضع داخل الاراضي العربية المحتلة نتيجة مباشرة للسياسات الإسرائيلية المتعنتة ورفض رئيس الحكومة الإسرائيلية التجاوب مع المساعي الدولية لانقاذ السلام وتنفيذ الاتفاقات الموقعة بين الجانبين. واكد السفير المفتي أن الشعب الفلسطيني "قادر على استعادة أرضه وكرامته من خلال صموده ونضاله". مكرراً تأييد بلاده حق الفلسطينيين في إعلان دولتهم المستقلة. من جهة اخرى أ ف ب اتهم الرئيس الفلسطيني أمس الثلثاء رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو ب "التصعيد" ضد الاتفاقات الموقعة بهدف "خلق ازمة". وكان عرفات يتحدث الى الصحافيين في ختام احتفال جرى أمس في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية بمشاركة رئيس البنك الدولي جيمس ولفنسون ورئيس الوزراء الاسرائيلي السابق شمعون بيريز، اعلن خلاله اقامة صندوق مخصص "للسلام والتكنولوجيا". وقال عرفات: "من الواضح ان نتانياهو يقوم بالتصعيد ضد الاتفاقات وهو يسعى الى خلق ازمة". وجدد عرفات تأكيده أن الفلسطينيين "سيعلنون اقامة دولتهم" في ختام المرحلة الانتقالية في ايارمايو من العام المقبل، مشيراً الى"ان من حق الفلسطينيين ان يبدأوا في ذلك التاريخ محادثات مع الطرف الآخر ومع المجتمع الدولي من اجل اقامة الدولة". من جهة اخرى، قال نبيل ابوردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ان اللقاء المفاجئ الذي عقد في لندن اول من امس الاثنين بين عرفات ووزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت لم "يأت بشيء مشجع اذ ان الاسرائيليين ما زالوا يرفضون الافكار الاميركية". واشار ابو ردينة الى ان "اولبرايت اكدت للرئيس عرفات امس الاثنين انه لن يتم اجراء اي تغيير على الافكار الاميركية"، مضيفاً انه "في حال تراجع الاميركيون عن موقفهم فسيكون لنا موقف آخر". وتتضمن الافكار التي طرحتها الادارة الاميركية قيام اسرائيل بالانسحاب من 1،13 في المئة من الاراضي الفلسطينيةالمحتلة على مدى ثلاثة أشهر مقابل اتخاذ السلطة الفلسطينية خطوات ضد التنظيمات المعارضة للعملية السلمية. و اعلنت السلطة الفلسطينية قبولها بالافكار الاميركية في حين رفضها نتانياهو واصر على انسحاب لا يتجاوز تسعة في المئة. وفي رد على سؤال عن مدى قبول الفلسطينيين ب "الافكار" التي نشرتها الصحف الاسرائيلية حول ان نتانياهو مستعد للقبول بالانسحاب من نسبة 13 في المئة مقابل الغاء المرحلة الثالثة لاعادة الانتشار، قال ابو ردينة: "نحن متمسكون بتنفيذ المرحلة الثالثة". يذكر انه حسب اتفاق الخليل الذي وقع في اوائل العام الماضي ينبغي على اسرائيل تنفيذ ثلاثة انسحابات من الضفة الغربية.