استقبل نحو 700 شخص يمثلون النخبة اليهودية في لندن رئيس الوزراء توني بلير استقبالاً حافلاً لدى وصوله أول من أمس الى فندق "رويال غاردن بالاس" وسط العاصمة البريطانية، لمشاركتهم في الاحتفال الذي أقامته السفارة الاسرائيلية لمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس الدولة اليهودية، وهو حدث وصفه بلير بأنه "واحد من أبرز الأحداث وأكثرها إعجازاً في عصرنا"، و"منعطفا في تاريخ يمتد أربعة آلاف سنة أو أكثر لشعب استثنائي". ووصل بلير الى مكان الاحتفال بصحبة زوجته شيري وهو يعتمر القبعة اليهودية ويرافقه عدد من الوزراء "يكفي لعقد اجتماع كامل النصاب لحكومته"، على حد ما لاحظ سفير يمثل دولة صديقة لاسرائيل، وشارك الجمهور في التصفيق بحماسة عندما ختم السفير الاسرائيلي درور زيغرمان كلمته بعبارة: "القدس هي قلب الشعب اليهودي وستبقى عاصمتنا الموحدة الى الأبد"! وأطلق الجمهور العنان لعواطفه عندما ذكر اللورد ليفي، الذي رافق بلير في زيارته قبل اسبوع الى اسرائيل وألقى كلمة الافتتاح خلال الاحتفال، اسم رئيس الوزراء وزوجته مرحباً بهما، إذ ضجت القاعة بتصفيق وهتافات مساندة له، بينما لم يتمالك الجمهور ذاته من إظهار استيائه باطلاق أصوات تعبر عن عدم الرضا عندما ذكر اللورد ليفي اسم وزير الخارجية وزوجته روبن كوك الذي كان لقي استقبالاً فاتراً لدى زيارته لإسرائيل قبل بلير. وسعى السفير الاسرائيلي إلى تلطيف الاجواء، فأشاد، في كلمته الختامية، بكوك والتعاون العملي مع وزارته، مشيراً إلى رعايته مؤتمر "الذهب النازي" في لندن في وقت سابق من السنة الجارية. وقاطع الجمهور مرات كلمة بلير القصيرة بالتصفيق والهتاف، خصوصاً عندما بدأها بصلاة تُتلى لتبريك وحدة اليهود، التي قال إنها أيضاً "توحد الجميع"، وهي: "تباركت يا رب لإبقائنا احياء وتمكيننا من الوصول الى هذا الزمن الاستثنائي". كذلك صفقوا كثيراً عندما ختم كلمته بالعبرية: "انني رجل سلام وسأبحث دائماً عن السلام". ووصف رئيس الوزراء البريطاني نفسه بأنه "صديق حميم لاسرائيل والشعب اليهودي"، وقال انه "يصلي" من أجل أن تؤدي الجولة التي سيرعاها في لندن من محادثات السلام مع الإسرائيليين والفلسطينيين "الى نتائج مثمرة". وتحدث بتأثر شديد عن زيارته الأخيرة لإسرائيل "الأولى بصفته رئيساً للوزراء". وأضاف انه بعدما وضع إكليلاً على قبر رئيس الوزراء الراحل اسحق رابين، سار في المقبرة الكائنة على جبل هرتزل وشاهد قبور عدد كبير من الجنود الشباب، خصوصاً الذين قتلوا في "حرب الاستقلال" بعدما وصلوا الى فلسطين مباشرة "من معسكرات هتلر". وقال: "كان مشهداً جعلني أشعر في آن بالتواضع وبأني أفهم دولة اسرائيل وأفهم التوق العميق للشعب الاسرائيلي الى سلام مقرون بالأمن". وزاد انه على رغم كل المشاكل التي واجهتها الدولة اليهودية فإنها "تمسكت بالديموقراطية وحولت المستنقعات بساتين وبنت اقتصاداً قادراً على المنافسة دولياً في مجالات الطب والتجارة والتكنولوجيا". أما السفير الاسرائيلي الذي هنأه اللورد ليفي بمناسبتين هما الذكرى الخمسين لتأسيس اسرائيل وعيد ميلاده الخمسين، فرد على تحية بلير بأحسن منها، معرباً عن ثقته بأن الفلسطينيين راغبون في تقديم "تنازلات" من أجل السلام، وأضاف متمنياً "المستحيل" على حد تعبير سفير الدولة الصديقة لإسرائيل بحلول اليوم الذي "سيأتي فيه الرئيس حافظ الأسد الى اسرائيل ويده ممدودة للسلام". وبعدما أنهى السفير زيغرمان كلمته نهض بلير من مكانه وتوجه إليه وعانقه، قبل أن يعود الى مكانه ليشارك ويصفق مع الحضور لمغنية اسرائيلية وهي تؤدي الاغنية المشهورة "هافاناكيلا".