حتى اشعار آخر تظل تهمة الاسرائيلي موردخاي ليفي 33 سنة هي التسلل الى الحدود المصرية عبر المياه الاقليمية التي اجتازها سباحة من ميناء "ايلات" الى "طابا" وذلك قبل ان توقفه شرطة المسطحات المائية عند الحدود المصرية الاقليمية. موردخاي ذو اللحية الكثيفة خضع لتحقيقات احيطت بسرية كاملة، خصوصا انه قرر امام المحققين طلب اللجوء الى القاهرة هرباً من قسوة النظام الاسرائيلي، ولم يحمل معه سوى ثلاث نسخ من التوراة لفها في كيس بلاستيك حتى لا تتلفها مياه خليج العقبة المالحة. وشككت الاجهزة الامنية المصرية في هوية موردخاي ومهمته، خصوصا ان اخر جواسيس "الموساد" في القاهرة سمير عثمان مصري الجنسية جرى توقيفه في المياه ذاتها وكان خرج من "ايلات" قاصداً "طابا" سباحة كما فعلها موردخاي. في الاسبوع نفسه وفي المنطقة نفسها تمكنت اجهزة الامن في جنوبسيناء من توقيف سائق باص سياحي اسرائيلي يدعى شيخون كوهين في حوزته ربع كيلوغرام هيروين يبيعها للسياح في قرى الجنوب السياحية. كوهين وقبله موردخاي ليسا اول المتهمين الاسرائيليين على الجانب المصري ايضاً ولن يكونا الاخيرين. فتقرير الامن العام المصري الذي سيصدر لاحقاً في القاهرة احصاء 1997 يشير الى انه خلال الفترة من 1990 الى 1997 ارتكب الاسرائيليون 310 جرائم على الاراضي المصرية. سلة الجرائم الاسرائيلية تشمل "كوكتيلاً" من تهريب السلع والمخدرات وترويج الدولارات المزيفة وسرقة الشعاب المرجانية وحيازة اسلحة من دون ترخيص وارتكاب جرائم مخلة بالآداب، فضلا عن التسلل عبر الحدود وآخرهم موردخاي والتخابر لصالح الموساد وآخرهم سمير عثمان. والغريب ان التقرير الامني ذاته وعلى نقيض الشائع في الاوساط الشعبية يشير الى انخفاض نسب الجرائم الاسرائيلية في القاهرة، وان ال310 جرائم لا تشكل سوى نسبة 15 في المئة من اجمالي الجرائم في سنوات التطبيع الثلاث عشرة الاولى على بدء العلاقات بين القاهرة وتل ابيب 1977 - 1990. ويعزو التقرير هذا التراجع الى قدرة اجهزة الامن المصرية على سد الثغرات التي كان يتسلل منها مرتكبو تلك الجرائم وتطويق الحدود المصرية بشكل يحد من حركة المغامرين والمهربين والمتسللين، والفئة الاخيرة تمثل النسبة الكبرى من جملة الجرائم الاسرائيلية في مصر. ويعتبر العام 1992 ذروة الجرائم الاسرائيلية على الاراضي المصرية اذ شهد 13 حالة تسلل، وضبطت السلطات المصرية خمس قضايا جلب مخدرات وهيروين بواسطة اسرائيليين، و17 حالة ضبط دولارت مزيفة، و16 حالة ضبط لاسرائيليين في حوزتهم أسلحة من اجمالي 130 الفاً زاروا مصر في هذا العام اجمالي السياحة الاسرائيلية خلال السنوات الثماني الاخيرة بلغ 32،1 مليون سائح. وفي الجرائم الخفيفة مثل الآداب يفرج عن المتهمين مع منعهم من دخول مصر مرة اخرى. ولكن جرائم التخابر والمخدرات تبدو قضايا شائكة حتى في مسار العلاقات الديبلوماسية والسياسية في القاهرة وتخضع لعوامل شد وجذب بين الادارتين المصرية والاسرائيلية. احدث هذه القضايا في تشرين الثاني نوفمبر العام 1997 كانت شبكة التخابر التي تورط فيها الجاسوس الاسرائيلي عزام متعب عزام، وهو يقضي 15 سنة سجناً على رغم تعدد محاولات الإفراج عنه. وكذا استمرار حبس المهرب الاسرائيلي المشهور يوسف طاحان المحكوم عليه بالإعدام منذ العام 1984، لتهريبه كيلوغرامين من الهيروين عبر مطار القاهرة. وسلمت القاهرة لاسرائيل شبكة من جواسيس الموساد المعروفة بشبكة مصراتي العام 1992. كما سلمت المباحث الفيدرالية الاميركية مهرب المخدرات الاسرائيلي المشهور ليفي حاييم 43 سنة الذي كان مطلوباً من السلطات الأميركية لتورطه في عملية تهريب نصف طن هيروين، وقتل ضابط اميركي اثناء العملية. كما أخلت السلطات المصرية سبيل سبعة اسرائيليين كانوا على ظهر لنش صيد اسرائيلي تمت مصادرته بعد ضبط كيلوغرامين من الشعاب المرجانية النادرة في حوزة ركابه السبعة، وقد حضر القنصل الاسرائيلي في منطقة ايلات لاستلامهم.