قيل قديماً: "من لا يلعب الكرة ليس يوغوسلافياً". فهذه القطعة من البلقان التي كانت تضم كرواتيا وسلوفينيا والبوسنة تألقت في ملاعب كرة السلة والطائرة واليد والماء والمضرب وانتزعت القاباً كثيرة عالمية واولمبية. ومع ان مواطنيها انتشروا في مختلف انحاء المعمورة مدربين ولاعبين فانهم لم يحققوا الكثير في مجالات كرة القدم. اما السبب، وبالرغم من المهارات الفردية الرائعة، فهو ان الروح الجماعية كانت مفقودة باستمرار وان الانتماء كان دائما للعرق اكثر منه للدولة. ولطالما اعترف نجوم البوسنة امثال صفوت سوزيتش وفهد خليلهودزيتش مدرب الرجاء البيضاوي المغربي بطل افريقيا حالياً وفاروق هادزبيجيتش والكرواتيون امثال روبرت بروزينتشكي وزفونيمير بوبان ان اداءهم مع انديتهم كان دائماً ارقى من ادائهم مع منتخب يوغوسلافيا السابقة. مثل هذا الواقع اختلف تماماً بعد انفراط عقد الجمهوريات اليوغوسلافية. وهنا مصدر خطورة المنتخب اليوغوسلافي مع لاعبيه القادمين من مونتينيغرو، مثل سافيسيفيتش ودروبنياك، والمنتخب الكرواتي في المونديال الفرنسي لان الروح القومية ستطفو على السطح. وبالتالى، تجرأ مدرب يوغوسلافيا سلوبودان سانتراتش على القول ان منتخبه قادر وللمرة الاولى على المنافسة على اللقب العالمي مع ان لاعبيه مشتتون في كل مكان. اما نجم المنتخب دراغان ستويتشكوف فرأى ان هذا المنتخب سيفاجىء الكثيرين، ولم يستبعد وصول يوغوسلافيا الى المباراة النهائية مع فرنسا. ولكل رأيه بالتأكيد الى ان تدق ساعة الحقيقة. ويرشح النقاد يوغوسلافيا لتخطي الدور الاول من دون صعوبة خصوصاً بوجود ميياتوفيتش في خط هجومها. بعد ذلك سيكون الحكم على طموحاتها اكثر واقعية. ومهما يكن من امر فانها مصنفة في خانة "فلتات الشوط" التي تضم ايضا نيجيريا واسبانيا.