ينتظر الجميع المباراة بين ايران والولايات المتحدة في المونديال الفرنسي لأنها بطولة داخل البطولة. الامر ليس اختراعاً ولا المياه الساخنة. وفي طهران نقمة من الجمهور والنقاد على المدرب الكرواتي توميسلاف ايفيتش. منتخبه يملك طاقات هائلة واختير افضل منتخب في آسيا لعام 1997 وبعض لاعبيه من الامهر في القارة ك "عنترة وشيبوب" أي دائي العملاق وعزيزي القصير، فضلاً عن باقري واستيلي وخاقبور. لكن النتائج تبقى دون المتوقع بكثير، لان إيران خسرت امام هنغاريا بهدفين في دورة طهران فهتف الجمهور بأسم المدرب السابق البرازيلي فييرا، ثم امام غانغان ومونبلييه الفرنسيين بهدف وبثلاثة على التوالي وفازت على نانت بهدفين لواحد. ورغم كل شيء، يهدد ايفيتش ويتوعد ويؤكد الفوز على يوغوسلافيا والولايات المتحدة، فصار اشبه بمصارع مجهول كاد يختنق في منازلته مع مصارع عملاق، وعندما ابعد الحكم بينهما راح يصرخ بأعلى صوته "إتركوني عليه". ويعلم ايفيتش، الذي كان "مقلباً" خلال توليه تدريب منتخب الامارات، ان المنتخب الاميركي لا يملك تاريخاً يجعل منه "دريم تيم" كروي، لكنه يعلم ايضا انه فاز مؤخراً على البرازيل بهدف وعلى النمسا بثلاثة اهداف في فيينا. وقد ذكر بالحرف الواحد "يضغط الاميركيون في جميع جنبات الملعب ولياقتهم البدنية الفائقة تمكنهم من ذلك ومجموعتهم لعبت مع بعضها اكثر من 50 مباراة، لكنني اعرف كيف اسقطهم في الفخ مع اليوغوسلاف". وسئل ايفيتش: "ما الاسلحة التي تملكها"؟ فأجاب "الايرانيون اقوياء جداً ذهنياً وتعاملي معهم كمدرب سهل". ويتمنى الايرانيون لو لم يأت ايفيتش، ولو عُين نجمهم القديم علي بيرواني في المنصب، بيد ان "لو" لا تفيد في شيء ومن الظلم ان يلعب الايرانيون بطريقة دفاعية يحبها مدربهم. وايفيتش محظوظ فعلاً لان سجله متخم بالانجازات. وربما يكون هذا امضى سلاح يملكه. محمد حمادة