بيروت، جدة، نيويورك - "الحياة"، واس - استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أمس رئيس الحكومة اللبنانية السيد رفيق الحريري الذي توقع منحى آخر على المسارين اللبناني والسوري في حال حصول تقدم على المسار الفلسطيني. وكان الحريري وصل إلى جدة، في زيارة للسعودية تستغرق يوماً واحداً، وقابل الملك فهد في مكتبه في قصر السلام، في حضور الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء والسفير محمد السليمان رئيس المكتب الخاص للملك فهد. وتم خلال المقابلة البحث في العلاقات بين البلدين وعرض الأوضاع على الساحات العربية والإسلامية والدولية، بحسب "وكالة الأنباء السعودية". وقبل توجهه إلى السعودية، تحدث الحريري إلى "الحياة" معلناً أن لبنان ينتظر ما سيحصل على المسار الفلسطيني من مفاوضات السلام ليقوّم الوضع ولمعرفة مدى جدية الحكومة الإسرائيلية في التعاطي مع عملية السلام والانسحاب الإسرائيلي من جنوبلبنان. وقال رداً على سؤال إنه إذا حصل تقدم على المسار الفلسطيني، فهناك منحى آخر ستسلكه الأمور على المسارين السوري واللبناني، رافضاً اعطاء توقعات في هذا الصدد. راجع ص 2 وأمس تلقى رئيس الجمهورية الياس الهراوي والحريري رسالة من الإدارة الأميركية نقلها إليهما القائم بالأعمال في بيروت غيرغ بيري، لابلاغهما بفشل اللقاءات الأميركية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في التوصل إلى اتفاق على الانسحاب من الضفة الغربية بنسبة 1،13 في المئة. وذكرت مصادر رسمية ان الجانب الأميركي ابلغ الهراوي والحريري ان "واشنطن ستواصل ممارسة الضغوط على نتانياهو لينسجم مع الأفكار الأميركية". وقالت مصادر ديبلوماسية في بيروت ل "الحياة" إن بعض التقارير الديبلوماسية الواردة إلى العاصمة اللبنانية تفيد أن الولاياتالمتحدة ستسعى جهدها من أجل الحصول على تنازل من نتانياهو في شأن نسبة الانسحاب من الضفة الغربية وأنها قد تتساهل معه في الاجراءات الأمنية التي تتبع هذا الانسحاب. وذكرت التقارير الديبلوماسية، حسبما أوضحت المصادر ل "الحياة"، ان واشنطن نفسها تعيش أجواء ضاغطة، لأن إدارة الرئيس بيل كلينتون تريد التفرغ لمواجهة الأزمة الناجمة عن التجارب النووية الهندية التي ستجر إلى تنافس مع باكستان حول امتلاك القدرات النووية. وأضافت: "ثمة شعور في الإدارة الأميركية أنها لا يمكن أن تمارس نفوذها في مواجهة السياسات التي تسلكها دول لها ثقل اقليمية مثل الهند واستطراداً باكستان، إذا لم تمارس هذه النفوذ، في مواجهة سياسات ومواقف دول أخرى ذات تأثير اقليمي مثل إسرائيل وأن التمادي الإسرائيلي في رفض التنازلات لمواصلة عملية السلام في الشرق الأوسط يخفف من هيبة واشنطن في إدارة عدد من الأزمات الاقليمية. وهذا حافز رئيسي لدى العاصمة الأميركية لتشديد ضغطها على حكومة بنيامين نتانياهو". ورأت المصادر أنه ليس في وسع نتانياهو أن يذهب بعيداً في خلافه مع الولاياتالمتحدة حتى أمام الرأي العام الإسرائيلي، خصوصاً أن واشنطن تستمر في تأكيد دعمها لإسرائيل في موازاة خلافاتها مع حكومتها الحالية على عملية السلام. من جهة ثانية، علقت مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت على اجتماع أنان مع نتانياهو بالقول إن "الأمين العام للأمم المتحدة أصبح أكثر حذراً في تعاطيه مع الطرح الإسرائيلي وطلب وساطته ففي شأن العرض الإسرائيلي تطبيق القرار 425 مشروطاً نظراً إلى أن فرنساوالولاياتالمتحدة بذلتا جهوداً مع أنان كي يتعاطى مع الطروحات الإسرائيلية على أنها يجب ان تكون عنصراً مساعداً على التوصل إلى حل شامل بالمقارنة مع حماسه السابق الذي أظهره في مناسبات عدة". وقالت مصادر لبنانية رسمية ان الدول الكبرى المعنية بعملية السلام في المنطقة لا تريد أن يستخدم الجانب الإسرائيلي الأممالمتحدة في هذه المرحلة من أجل صرف الأنظار عن الجهود عن المسار الفلسطيني عبر دفع المنظمة الدولية إلى التركيز على القرار 425. وفي نيويورك، علم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي استبدل تعبير "الشروط" بتعبير "مصادر القلق" التي يجب معالجتها اثناء طرحه ظروف تنفيذ القرار 425 وتحقيق انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوبلبنان. وسعى أثناء لقائه أنان، إلى أن يضع الخطوة التالية في ملعب الأممالمتحدة، إلا أن الأمين العام، كما علمت "الحياة"، لم يلمس من نتانياهو أي تطور في الأفكار الإسرائيلية المتعلقة بظروف الانسحاب من لبنان، وبالتالي، فإنه ليس في موقع يمكنه من لعب دور فاعل أو دور الوسيط، ويرى أن الترتيبات السياسية الأوسع لم تختمر بعد بما يشجعه على لعب دور الوسيط. وحرصت الأمانة العامة اثناء اجتماع أنان ونتانياهو أول من أمس على مراعاة المشاعر السائدة المعارضة للمواقف الإسرائيلية من المسار الفلسطيني وتجنب ما من شأنه ان يبدو مخرجاً لتخفيف الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي.