تشهد هوندا في الشهور المتبقية من السنة الجارية جملة تغييرات مهمة على صعيدَي المنتوج والإدارة. ففي الشهر الماضي، أطلق الصانع الياباني الذي يتمتّع بصورة موازية لتلك التي تحظى بها السيارات الألمانية أوروبياً، أول موديلات مجموعة نماذج "جاي موفرز" التي عُرضَت في معرض طوكيو الخريف الماضي، بينما كشف في الشهر ذاته مشروعه لإنتاج موديل أحادي الهيكل مينيفان جديد وأكبر من "أوديسي" الحالي، لمنافسة الموديلات الأميركية الكبيرة في هذا القطاع. أما من الناحية الإدارية فقد أُعلِنَت جملة تغييرات منها تعيين هيرويوكي يوشينو رئيساً جديداً لشركة هوندا موتور كومباني، خلفاً لنوبوهيكو كاواموتو. "كابا" بدأ توزيع أول الموديلات المنتجة من مجموعة نماذج "جاي موفرز" في اليابان الشهر الماضي، تحت تسمية "كابا Capa". وهو كناية عن مفهوم جديد لسيارة مينيفان بحجم يقل حتى عن السيارات الصغيرة. وعلى الرغم من إتساع "كابا" لخسمة ركاب، لا يزيد طول السيارة عن 775.3 متر وعرضها عن 640.1، وإرتفاعها 650.1، مع قاعدة عجلات طولها 380.2 متر. ولتمكين الهيكل الصغير من إستيعاب الركاب الخمسة إعتمدت هوندا ما فعلته مرسيدس-بنز مع موديل "آي كلاس A Class" بالأرضية المزدوجة أو السندويتش كما يسمونها أيضاً، بحيث تقع تحت الأرضية التي يراه الركاب، أرضية أخرى تستوعب العناصر الميكانيكية المختلفة. وبفضل مقاييسها تتمتع "كابا" بقطر لفة دائرية ممتاز 6.9 متر ويمكّنها من المناورة بمرونة كبيرة في المدن، علماً بأن إرتفاع أرضيتها نسبياً يمنح السائق وضعية قيادة عالية ومفيدة أيضاً في الإزدحامات مثلاً. في اليابان أولاً ونزلت السيارة في اليابان فقط حتى الآن، مع إمكان تصديرها الى الأسواق التي تطلبها لاحقاً بمحرّك ذي أربع أسطوانات و16 صماماً سعتها 5.1 ليتر 98 حصاناً/6300 د.د. و3.133 نيوتون-متر/3500 د.د.، مع دفع أمامي وعلبة أوتوماتيكية جديدة بنسبة أمامية واحدة ومتبدّلة حسب السرعة والضغط المفروض على المحرّك Engine load، مع تميّزها بزر في عمود المقود لتحاشي إلهاء السائق به للتبديل بين نمطَي القيادة العادية أو الرياضية. وتتمتّع "كابا" بمستوى تجهيزي غني قياساً بحجمها، إذ تضم في اليابان، وحسب الفئات التجهيزية أنظمة التكييف الأوتوماتيكي والملاحة الإلكترونية ومانع الإنزلاق الكبحي ABS ومقعداً خلفياً قابلاً للطي كلياً أو جزئياً 50/50، إضافة الى التحكّم بالقفل المركزي من بُعد وكهربائية تحريك المرآتين الخارجيتين وطيّهما آلياً للمرور في الأزقة الضيّقة. المينيفان أما المينيفان الكبير الذي سيبدأ إنتاجه في مصنع أليستون الكندي في أونتاريو الصيف المقبل لتلبية أسواق أميركا الشمالية رئيسياً، فهو يهدف الى إرضاء الأميركيين الذين رأوا "أوديسي" المصنّع في اليابان صغيراً بعض الشيء قياساً بموديلات الصانعين الأميركيين الضخمة في هذا القطاع، ولو كان حجمه أوديسي أكثر ملاءمة لأسواق أوروبا واليابان. وتنوي هوندا إنتاج نحو ستين ألف وحدة من المينيفان الكبير لم تُعلن تسميته بعد في السنة الإنتاجية الأولى، مع إمكان رفع الكمية إذا إقتضى الطلب ذلك. ويتوقّع أن يزيد طول المينيفان المقبل عن 11.5 متر، مع تجهيزه بمحرّك الأسطوانات الست V مع دفع أمامي. وستنتقل العجلة الإحتياطية من الصندوق الخلفي الى تحته، بينما قد لا تتوافر السيارة أولاً مع وسادات هوائية جانبية ستتوافر مع المواجهتين طبعاً، لكن مصادر الصانع تشير الى إمكان إضافتها لاحقاً. رباعي الدفع وبعد المينيفان الكبير يتوقّع أن يضيف الصانع الياباني موديلاً آخر بين 1999 و2000 للإنتاج في مصنع أليستون حيث تبلغ الطاقة الإنتاجية السنوية نحو 150 ألف وحدة. والموديل المذكور سيكون رباعي الدفع من الحجم الكبير، لمنافسة الموديلات الأميركية والأوروبية واليابانية الموازية. ويتوقّع أن يكون الموديل مبنياً على قاعدة مشتقة عن تلك المعتمدة في الجيل الجديد من موديل "أكورد". التغييرات أما تعيين هيرويوكي يوشينو رئيساً ومديراً تنفيذياً جديداً لهوندا، فهو يعتبر حسب بعض المراقبين الصناعيين مرحلة إنتقالية نظراً الى قُربه 58 عاماً من سن التقاعد الإلزامية لدى هوندا ستون عاماً، والتي تخطاها كاواموتو 62 عاماً إستثنائياً. ويُشار الى أن الأخير قاد الشركة بنجاح منذ 1990، فحقق ما وعد به بمضاعفة مبيعاتها في اليابان لتبلغ 800 ألف وحدة قبل 1998 بلغت 801782 وحدة في 1997، بينما وسّع نشاطات الشركة في اليابان وخارجها، خصوصاً في الولاياتالمتحدة، حتى إرتفع إنتاج الشركة عالمياً في العام الماضي 11 في المئة ليصل الى 3.2 مليون وحدة. أما يوشينو فعمل أولاً في فريق أبحاث هوندا لخفض إنبعاثات المحرّكات أواخر الستينات وأوائل السبعينات، ثم تسلّم الإدارة العامة لمصنع سوزوكا أضخم مصانع هوندا في 1987، قبل تسليمه في العام التالي رئاسة هوندا أوف أميركا مانوفاكتورينغ هام. أما منصبه الأخير فكان رئاسة قسم الأبحاث والتطوير لدى الصانع. وسيصوّت حاملو أسهم هوندا على التغيير أواخر الشهر المقبل. أوروبا والشرق الأوسط من جهة أخرى يُشار الى أن مينورو هارادا، الرئيس الحالي لعمليات إنتاج الأدوات الكهربائية في العالم لدى هوندا، سيخلف كازوي إيتو رئيساً لهوندا موتور أوروبا مطلع الشهر المقبل، وهي الدائرة التي تضم الشرق الأوسط وإفريقيا أيضاً في تنظيم هوندا. أما إيتو فسيعود الى اليابان لتسلّم منصب المدير الإداري Managing Director للشركة الأم هوندا موتور كومباني.