أصبح المغني الاسباني نجماً مخضرماً، لكن عمره لم يمنعه من ان يكون مثلاً اعلى للشبان، فتبنوا اسلوبه في ارتداء الملابس وتسريحة شعره، اما الشابات فوقعن في غرامه بالجملة. لذا كان لخبر حضوره الى بيروت وقع جيد لدى جمهوره الواسع. روجيه قلاووز صاحب شركة "ر.ك. اند أ." للانتاج الفني التي دعت ايغليزياس كشف ان خوليو "رفض العام الماضي المجيء الى بيروت رغم العروض المغرية التي انهالت عليه، اذ فضّل التريث في ظل اجواء المنافسة غير الشريفة بين شركات الانتاج". المغني القدير يطل على اللبنانيين مساء 6 حزيران يونيو المقبل في مجمع "فوروم دو بيروت" الذي يتسع لنحو 8000 شخص. وترافقه فرقة موسيقية تتألف من 40 عازفاً، اضافة الى 14 راقصاً. يعرف خوليو ان يجذب الجمهور اليه، وقيل عنه: "صوته البراق وأداؤه النابع من القلب يعبّران عن احساسه وثقافته". ويعتبر الصحافيون حفلاته الغنائية بأنها حلم للعاشقين. كثر من الناس يظنون ان حقبة خوليو الذهبية انتهت لكنه اكد: "ان صوتي حالياً اقوى وأتحكم فيه اكثر عبر السيطرة على عواطفي". مغنون كثر ينشدون اغنيات جيدة لكن اسلوب ايغليزياس مختلف وأداءه متفوق وصوته مخملي يشكل امتداداً للمغني كارلوس غارديل، ولفت خوليو الى ان "قدوتاي في الغناء هما لوتشيانو بافاروتي وفرانك سيناترا". أغنيات ايغليزياس الهادئة بالفرنسية والاسبانية سجلت ارقاماً قياسية وبيعت منها نحو 200 مليون اسطوانة سجلت بست لغات وتمّ تدوينها في كتاب "غينيس" للارقام القياسية. ابرز اعماله الاسطوانة الذهبية وألبوم "جنون" الذي يعتبر انه الافضل منذ 15 عاماً وألبومه الجديد "لا كاريتيرا". اما اسطوانة "مانويلا" فتركت اثراً كبيراً في قلوب عشاقه عام 1973. ولا نتعجب اذا علمنا ان احدى اسطواناته انتشرت في انحاء العالم كافة في غضون 24 ساعة! واللافت ان جمهور المغني الاسباني يفوق عشاق مايكل جاكسون، ويمتد من اسبانيا الى الولاياتالمتحدة والبرازيل وأندونيسيا وفنلندا وهولندا والصين والشرق الاوسط. علماً انه استحوذ على اعجاب الملايين عبر تناغمه الداخلي، اذ يجمع الرقة والرجولة. ويوحي للنساء انه عاشق متيّم يغني كل ليلة تحت شرفاتهن برومنسية. نشأ خوليو ايغليزياس في كنف عائلة بورجوازية وترعرع في البلاد التي ابتكرت اسطورة "دون خوان" وال"ماشو" وموسيقى ال"فلامنكو". كان بعيداً جداً عن الفن والغناء، يلتزم ارشادات اهله المتدينين ويعيش حياة منظمة في البيت والمدرسة، ثم اتجه الى التخصص بالمحاماة تحقيقاً لرغبة والديه، لكن كرة القدم داعبت مخيلته، وأراد احترافها للتعبير عما يختلج داخله. وسرعان ما اندثر طموحه الرياضي بعد تعرضه لحادث سيارة مروع، فلجأ الى الغيتار الذي رافقه في محنته. وعلى رغم ان خوليو عاشق دائم، الا انه تزوج من ايزابيل بريسلير التي انجبت له اولاداً قبل ان تقرر الانفصال عنه - ابنه أنريكي 22 عاماً امضى مراهقته في رعاية والدته، لكنه ورث عن والده مواهب عدة خصوصاً حب الغناء. لقد حقق أنريكي نجاحاً كبيراً بعد اصداره اسطوانة "أنريكي ايغليزياس" التي تتضمن اغنيات هادئة ورومانسية باللغة الاسبانية، وهو يشق طريق النجاح على خطى والده.