طرأ امس تطور خطير على العلاقات الاثيوبية - الاريترية، إذ اتهمت اثيوبيا اريتريا بشن "عدوان غير مبرر" على اراضيها وطالبتها بسحب قواتها فوراً من مناطق بور القريبة من ميناء عصب الاستراتيجي على البحر الاحمر، ومن بلدة ماغالي في منطقة التغراي شمال غرب البلاد على بعد نحو 800 كلم من اديس ابابا. وحذر بيان مفاجئ اصدره مجلس الوزراء الاثيوبي الذي عقد اجتماعاً طارئاً امس اريتريا من ان اثيوبيا ستتخذ الاجراءات المناسبة في حال لم تنسحب القوات الاريترية من الاراضي الاثيوبية المذكورة. وأكد المجلس على ان اثيوبيا ستحمي سيادتها وكرامة اراضيها، ودعا اريتريا الى حل هذه المسألة عبر التفاوض وليس من خلال استخدام القوة. ولم يذكر البيان متى حصل الاعتداء او حجم القوات الاريترية ومساحة الاراضي التي احتلتها. وكانت "الحياة" نشرت اخيراً انباء معارك حصلت في تلك المناطق بين القوات الاثيوبية وبين القوات الاريترية، خصوصاً بعد قرار اريتريا التوقف عن استخدام العملة الاثيوبية البر. وفي المقابل فرضت اثيوبيا على اريتريا ان يكون التعامل التجاري معها بالعملات الصعبة، الامر الذي ترك تأثيرات سلبية على التجار الصغار في اريتريا الذين يستخدمون الحدود البرية للتجارة. وكان الرئيس الاريتري اسياس افورقي اختتم أمس زيارة رسمية للسعودية بدت ذات طابع اقتصادي رغم ان مصادر ديبلوماسية في المنطقة تحدثت عن احتمال درس البلدين توقيع اتفاق أمني في الفترة المقبلة. وبحث افورقي مساء أول من أمس مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في العلاقات الثنائية والمستجدات الإقليمية والدولية، كما عقد جولة طويلة من المحادثات مع ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، تناولت المتغيرات في المنطقة وابعادها. وقالت مصادر مطلعة رافقت الرئيس الاريتري ان المحادثات "شملت الرؤى المستقبلية لأمن المنطقة". ووصف الرئيس الاريتري زيارته للسعودية بأنها "ايجابية"، معتبراً هدفها الأساسي "تطوير العلاقات التجارية الاستثمارية بين البلدين، وتدعيم العلاقات الاقتصادية، إذ ساهمت المملكة في مشاريع البنية التحتية في اريتريا مع صناديق الخليج". وسئل أفورقي في لقاء صحافي قبيل مغادرته جدة أمس، عن المحادثات وهل كانت في مجملها اقتصادية ولم تشمل جوانب سياسية أو أمنية، فأجاب: "لا أظن أن هناك مشاكل أو قضايا في هذا الجانب، ومن الطبيعي في أي لقاء من هذا النوع ان تبحث قضايا اقليمية تتعلق بالمنطقة، إلا أن الحديث عن التجارة والعلاقات التجارية يأتي ضمن مناخ آمن وهذا المناخ الآمن يتطلب أن تكون هناك مجالات لتبادل الأفكار والتعاون... ربما حدث تعزيز للتعاون في هذه المجالات بين البلدين في المستقبل، لأن علاقات اريتريا مع المملكة في هذه المجالات تعتبر ممتازة". ونفى وجود تغلغل اسرائيلي على وجه الخصوص في منطقة البحر الأحمر من جهة اريتريا، قائلاً: "الحديث عن ذلك لا يستند الى حقائق ملموسة"، واكد ان العلاقات الأريترية - الاسرائيلية غير مميزة، وكل ما يتردد من معلومات عن تعاون أمني بينهما مغلوط ومختلق، و "مضيعة للوقت وصرف للأنظار". واعتبر الخلاف الاريتري - اليمني حول الجزر وغيرها غير موجود "فالاتفاق على التحكيم حسم كل الخلافات، ونعتقد أن الأمور الآن في يد المحكمة، وننتظر نتائج التحكيم ايا تكن، وبخاصة بعدما التزم كل طرف قبول نتائج التحكيم، واعتقد ان الأمور محسومة فلا الخلافات حول الجزر ولا غيرها تكون سبباً للخلافات بين اليمن وأريتريا". وقال أفورقي أن "الأمن في السودان متروك للسودانيين والتطورات السياسية هناك معروفة للكل، ومحاولة ادخال المنطقة تحت مظلة ايجاد حل سلمي لمشاكل السودان موجودة ومستمرة والحوار مستمر بين الاطراف كافة، ونأمل بأن تكلل هذه الجهود بالنجاح لاستقرار السودان وشعبه، والمنطقة مع الحلول السلمية في السودان".