تأهل فريق نادي الهلال السوداني لدور الثمانية من بطولة كأس الاتحاد الافريقي لكرة القدم بعد فوزه على فريق نادي الزمالك المصري بهدف مقابل لا شيء في مباراة الاياب في استاد الهلال بأم درمان وسط حضور جماهيري تجاوز الاربعين الفاً. وكان الفريقان قد التقيا قبل اسبوعين تقريباً في القاهرة وانتهى لقاؤهما بالتعادل من دون اهداف. جاءت مباراة الهلال والزمالك قوية ومتكافئة ولاحت لمهاجمي الفريقين العديد من الفرص اضاعها بابكر باكومبا وألس التور من الهلال واسماعيل كولايالي ومحمد رمضان من الزمالك. وكذلك الغى حكم المباراة الرواندي اوسانفا هدفاً للهلال بواسطة خالد بخيت في الدقيقة الپ15 من الشوط الاول. جاء هدف المباراة من ركلة جزاء احتسبت في الدقيقة الپ58 لتعهد مدافع الزمالك اعاقة قائد الفريق الهلالي مصطفى كومي وتصدى لها لاعب خط الوسط محمد ابو شامة واضعاً الكرة بثقة على يمين الحارس المصري الدولي نادر السيد الذي اتجه شمالا. وعلى اثرها اشتعل ملعب الخرطوم، وبعد المباراة سارت تظاهرات في معظم شوارع العاصمة السودانية المثلثة ابتهاجاً بفوز الهلال وتخطيه لأحد الفرق المصرية الكبيرة التي ظلت تشكل عقدة امام الفرق السودانية. والفوز الكبير حول ملعب الخرطوم الى ساحة فرح لم ير أحد لها مثيلاً منذ فوز السودان بكأس الأمم الافريقية عام 1970، وكانت الجماهير السعيدة غزت الملعب فور اطلاق الحكم الرواندي لصافرة النهاية بشكل غير مسبوق، ونزل أكثر من خمسة آلاف سوداني الى الملعب وهو الأمر الذي سيعرض الهلال لعقوبات مؤكدة من الاتحاد الافريقي. مكافآت وبعد المباراة التي قام بنقلها التلفزيونات المصري والسوداني على الهواء اعلن رئيس المجلس الاعلى للرياضة في السودان العميد يوسف عبدالفتاح عن تبرعه لكل لاعب في فريق الهلال بمليون جنيه. وكانت المباراة حققت دخلاً يعتبر الاعلى في تاريخ السودان اذ بلغ عائدها 78 مليون جنيه حوالي 38 الف دولار. كما حاول بعض لاعبي الزمالك الاعتداء على الحكم الرواندي بعد المباراة. وعادت بعثة فريق الزمالك التي رأسها رئيس النادي الدكتور كمال درويش الى القاهرة امس الاثنين بعد ان وقع النادي عقد تؤامة مع ناديا لمريخ السوداني لتمتين علاقة التعاون بين الناديين. خروج الزمالك من كأس الاتحاد الافريقي أكمل مسلسل خروج الفرق المصرية من الادوار الاولى لبطولات الاندية الافريقية العام الجاري، وكان الاهلي أول الخاسرين في كأس الأندية الابطال على يد القهوة الاثيوبي بعد تعادلهما ذهاباً إياباً 1/1 و2/2، وتبعه الاسماعيلي من كأس الكؤوس خاسراً أمام البحر الأحمر الاريتري بعد تعادلهما ايضاً في مباراتي الذهاب والاياب 2/2 وصفر/صفر، وهي المرة الاولى في تاريخ كرة القدم المصرية التي تعجز فيها انديتها الثلاثة عن التأهل الى ربع النهائي علماً أن عام 1984 شهد فوز الزمالك بكأس الابطال والاهلي بكأس الكؤوس بعد فوزه على جاره المقاولين العرب في نصف النهائي، وتكررت الصورة تماماً في عام 1986 مع الزمالك والاهلي والاسماعيلي. والغريب ان تأتي خيبة أمل الأندية المصرية بعد أسابيع قليلة من فوز منتخبها الوطني بكأس الأمم الافريقية في بوركينا فاسو، وانقلبت ظاهرة فوز الأندية المصرية في البطولات الافريقية وخسارة المنتخب الوطني في كأس الأمم، وهي الظاهرة التي سادت الساحة المصرية 15 عاماً منذ 1982 حتى 1997 باستثناء عام 1986 فقط.