الملجأ خيرٌ لي أنْ أُبصرَ ما يحدثُ تحت الأرضِ والمسهُ بالرؤيا. خيرٌ لي وأنا أتجوَّلُ في البستانِ الأنصاتُ الى الجذرِ ورنَّتهِ في أعماقِ التربة. خيرٌ لي أنْ اسمعَ هفهفةَ الريحِ على الزهرة. خيرٌ لي أنْ أتذوَّقَ فيءَ العصرِ بأهدابي. خيرٌ لي أنْ أجلسَ في شبرٍ مقفرْ لا في قطرةِ ماءٍ. خيرٌ لي أنْ أشربَ مائي بالأجفانِ وليس بأقداحٍ خيرٌ لي أنْ أطلبَ هكتار رؤىً بدلاً من نظّارات طبيّة. خيرٌ لي أنْ أرمي شالي للريحِ وقبّعتي لسفينه. خيرٌ لي أنْ أتشمَّم ظلاً بدلاً من غاباتٍ. خيرٌ لي أنْ أغفو فوق جوادٍ يهبطُ في وادي الحريّة. خيرٌ لي أنْ أذرفَ أشجاني تحت هواءِ الطاحونة. خيرٌ لي أنْ اسمعَ لا أتكلَّم خيرٌ لي أنْ أقرأَ برهانَ الآخرِ في قدميهِ وليس بعينيه. وخيرٌ لي أنْ الحسَ ماساتٍ مالحةً بدلاً من مسمارٍ حِلْوٍ. خيرٌ لي انْ أمشيَ في ثلجٍ محترقٍ بدلاً من جمرٍ مطفأْ. خيرٌ لي أنْ اضطجعَ على رملٍ سامٍ بدلاً من عشبٍ كالحْ. خيرٌ لي لأرطّبَ أسفاري. انْ أعصرَ صاريةً. خيرٌ لي أنْ ألتمَ احجاراً وأقبّلَ منقاراً مرتحلاً في نسمه بدلاً من تقبيل يدِ السيّد. خيرٌ لي ولكم أنْ نلجأ في الحربِ الى انفسنا. تراتيل أُحبُّ الفراغَ وهوَّته حين لا تنتهي بمساند أُحبُّ الهشاشةَ في الريحِ في غابةٍ للصنوبرِ فيَّ وأهوى الأباعدْ أحبُّ المرايا وآبارها وأحبُّ صدى الانكسارِ بأعماقها وأحبُّ الشواردْ من الخطواتِ وشعرَ البناتِ إذا ما هفا في الصباحِ على فسحة من صدورٍ نواهدْ وأحبُّ السجايا براءتها حين تصفو وحين تسيل لتبهرني رقَّةٌ برقت في رنين المعاضدْ وأحبُّ الهدايا بأنواعها وخصوصاً هدايا البحارِِ اذا أكرمتني بموجٍ وبعض محارٍ وضوءٍ له زرقةٌ وروافدْ وأحبّ النوايا وأسرارها في العيونَ وما يختفي في المآقي من الهمساتِ ورغبتها ان تكونَ الخفايا موائدْ أحبُّ المزايا وشاماتها في الخيالِ وفي الروّحِ حين تطفو على الساعدينِ وتصعدُ فيكِ لتصعدَ فيَّ وتحتلّ بعض المقاعدْ أُحبّكِ حين أصبُّ دمي جارياً في خلاياكِ مرتعشاً حارثاً كلّ تلك الأوابدْ.