جَاءَتْ لتسألَهُ أقلبُك مِنْ حَدِيدْ ما كلُّ هذا البعدِ يقْتُلُها الصُّدُودْ إن شئت فَاسْألْ عَنْ هَواكَ "مِرايَتِي" وصَديقَتِي ودَفَاتري حتّى الشُّرودْ فأصَابِعيْ مِنْ غَيرِ إِحساسٍ غَدَتْ لتَخُطّ اسْمكَ فَوقَ أوراق الوُرودْ حَتَّى يُحبُّك ثوبُها وعُطُورُها والشعرُ والجيدُ المُصَفّى والعقودْ يَغْتَالُنِي حُزْنٌ ، تَئِنُّ خَواتِمِي وقِلادتيْ تَهْتزُّ يَعْصِرُهُا الجُمُودْ خَصَلاتُ شَعْرِيْ كُلَّما سَرَّحتُها فكأنَّها الثَّكْلَى لِطفْلٍ لا يَعُوُدْ أَشتمُّ رِيْحك بينَ جلديْ كلّما ألقيتُ بعضَ ملابسي عندَ الرُّقُودْ وأنا هيَ الإنسانُ أنثى حاجةٍ فالأمُّ إنْ فكَّرتَ في مَعْنى الْوَلِيدْ وتناثرتْ قِطَعاً وتاهتْ إنَّها تَحْتاجُ ضَمّاً مِن الوَرِيد إلى الوَرِيدْ في غُرفتي في الدُّرْجِ مِنْكَ قُصَاصَةٌ أقْسَمْتَ فيها أنْ تعيشَ لها عُقودْ كَلِماتُ شِعْركَ يا حبيبُ تَهُزُّني مِنْ أينَ تأتيْ بالمَعَانِيْ والقَصِيْدْ المِشْمِشُ الرَّيّانُ يَضْحَكُ باسماً ويُطِلُّ نَحْوكَ ناضِجَاً حتَّى تَزِيْدْ فيْ الحبِّ لا أدريْ حبيبي من أنا فالجَهلُ أحياناً هُوَ العِلمُ المُفِيدْ إنْ كنتَ تكتبُ فيْ الغَرامِ قَصِيدَةً فَمَدامِعي كَتَبَتْ بأحْرُفِها النَّشِيدْ ودَعِ العُيُونَ فَقِصَّةٌ مَنْسِيّةٌ ما بينَ جفْنَيْها فغاباتٌ وَبِيدْ وبِحارُ ثلجٍ كم يذوبُ جَلِيدُهَا ما بينَ إحساسٍ وذكرى لا تعودْ في عينِ مَنْ تهواكَ شِيدت جَنةٌ فادخلْ سلام اللهِ ذا يومُ الخلودْ أقبلْ وهاكَ العَهدَ أنَّي طِفْلَةٌ أغفو بِحُضْنِك في المَساءِ إذا تُريْدْ فأنا هي الأرض التي قدستها قد خصها الرحمن بالحرم المشيدْ وأراكَ تلهجُ ما حييت بحبها وتزيدُ حتى ليس ثمة من مزيدْ يا أنت لا يبلي الزمانُ مشاهداً لبنيك أو للصيدِ من آل السعودْ أنا فيكِ تروِي قصتي غَجَرِيَّةٌ تمتدُّ نحوَ الغيبِ للأفُقِ البَعِيدْ كُتبتْ تواريخُ الزمانِ فأوعِيتْ وأراكِ مثلَ الضوءِ ليسَ له حدودْ مرّ القرونِ على شُخوصِك لم يزلْ تتسارقُ اللحظاتِ عَنْ جَنفٍ تَحيدْ هل كنتِ إلا نفحةً عربيةً كرمت عن الأكدارِ والأصل الزهيدْ في كلِّ حادثةٍ وخطبٍ محدقٍ قد كنت دون الناس صاحبة البنودْ تمشين والأيام خلفك تبَّعٌ لا الخطو متئدٌ ولا المسعى بليدْ وأراكِ مبتدأ الحكايا كلما ختمت كما ظنوا أعيدت من جديدْ وطيوف سحرٍ في المساءاتِ التي تشتفُّ نبضَاً بينَ أعماقِ الوجودْ وأراكِ قصةَ عاشقٍ مخبوءةٍ رشحتْ بها الأنفاسُ أو عَرَقُ الجلودْ يا موطنا تتسابق الدنيا إلى مرضاته في كل نائبةٍ تعودْ ما زلت تصعد في المكارم والعلا حتى ظننت النجم يا وطني قعيدْ وأراك يا وطني كعيني طفلةٍ تتسابقانِ لضحكةٍ في كل عيدْ فترى المآذنَ والقِبابَ كأنَّها كفٌ تمدُّ إلى المسلّمِ من بعيدْ ولقد سألت أنا أكانتْ صدفةً أم أنَّها من حكمةِ القدرِ السعيدْ أن يلبس التأريخُ أزهى حلةٍ كُسِيتْ من الأمجادِ والعزِّ التليدْ يا ما على بابيك قد وقفَ الورى وعلى طريقِك للوغى جُمعَتْ حُشودْ فهنا بناة المجد من آل السعودْ وهنا عطايا الله والملك العتيدْ وهنا جمالٌ لم تطرِّزْهُ يدٌ بل كان وحيُ اللهِ أو زُلْفى المجيدْ يا موطني صلوات قلبٍ مؤمنٍ خذها إليكَ تحيةً عند السجودْ الْحُبُ قِصَّتُنا إذا ما مُورِسَت فالنَّارُ تَحْرِقُنا إذا كانَ الجَلِيْدْ تاللهِ لو ذُقْناهُ أَضْحتْ روحُنا كالوْردِ يَغمزُ للفراشِ له خُدودْ الْحُبُّ يسكنُ بَيْنَنَا فيْ غُرْبَةٍ أوّاهُ يا ليلاءُ مَنْ مِنَّا فقيدْ أترينَ أجمل أو أحق بحبنا منه برب العاشقين من العبيدْ وطنٌ رأيت الله في جنباتهِ وشممت ريح الأنبياء على الصعيدْ وطنٌ رأيت الشرق دون لوائهِ والغرب يخطب وده ماذا أزيدْ ليلاي ذا وطني هزيج نخيلهِ ليلفُّ هذا الكون بالنغم الفريدْ ليلاي ذا وطني مرايا حاضرٍ عكست لنا الآمال والحكم الرشيدْ بثراه يُدْفَنُ حُبُّنا بِدِمَائِهِ يا حُلْوتيْ ما ذاكَ إلاَّ لِلشَّهِيدْ * شاعر سعودي