حذر وزير الدفاع البريطاني جورج روبرتسون من أن احتمال وقوع نزاع جديد في الخليج لا يزال وارداً، وقال ان الرئيس صدام حسين "اثبت أنه شخص قاسٍ ولا يمكن الوثوق به". وشدد روبرتسون، في كلمة خلال افتتاح مؤتمر أمن الخليج الذي ينظمه في لندن مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، على ضرورة التزام الحذر لضمان وفاء العراق الكامل بالتزاماته تجاه الأممالمتحدة. ويعقد المؤتمر تحت عنوان "الخليج: مستقبل الأمن والسياسات البريطانية" ويرعاه الفريق الركن الطيار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس أركان القوات المسلحة في دولة الامارات. وحضر جلسة أمس وزير الدفاع الكويتي الشيخ سالم الصباح ووزراء الخارجية العماني يوسف بن علوي والبحريني محمد بن مبارك آل خليفة والقطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وممثلون عن دول الخليج العربي وخبراء في الشؤون الدفاعية والاستراتيجية من بريطانيا. وأوضح روبرتسون ان أمن الخليج يعتبر حيوياً لمصالح بريطانيا الاستراتيجية والاقتصادية. وقال ان بريطانيا ودول مجلس التعاون الخليجي "ترتبط معاً ليس فقط بحكم المصالح المشتركة ولكن أيضاً من خلال الروابط التاريخية وكذلك التفاهم والمودة". وأشار الى أن النزاع القائم في الخليج هو مع صدام حسين وليس مع الشعب العراقي، وأعاد الى الأذهان "أن بريطانيا سعت بشكل دائم الى تخفيف معاناة الشعب العراقي في مواجهة عمليات إعاقة مستمرة من جانب صدام حسين نفسه". واعترف بعدم وجود تقدم في عملية السلام في الشرق الأوسط، مؤكداً ان الحكومة البريطانية قد جعلت عملية السلام احدى أولوياتها القصوى أثناء رئاستها الحالية للاتحاد الأوروبي. وتحدث الشيخ سالم الصباح عن "التوجهات الدفاعية لدول مجلس التعاون" فأشار الى أن "التهديد والخطر الأعظم الذي يواجه منطقة الخليج هو التهديدات التي يمثلها النظام العراقي الذي لا يتقيد بالاتفاقات الدولية ولا بالقانون الدولي". وتطرق الى الأخطار التي تشكلها أسلحة الدمار الشامل العراقية ضد المنطقة، وحذر من أن هذا "هو التهديد المباشر والظاهر للعيان والقائم بالفعل لا على دولة الكويت وشعبها فحسب بل على الاستقرار في المنطقة ككل". وتحدث عن مشكلة الجزر الاماراتية المتنازع عليها مع ايران، فقال انها "مشكلة من مخلفات حكمين سابقين، الوجود البريطاني السابق في الخليج من جهة وحكم شاه ايران من جهة أخرى". وأضاف ان الدول الخليجية "تحض الدولة المسلمة إيران وتحت قيادتها الجديدة والمعتدلة على أهمية حل هذه القضية المستنزفة للطاقة من الجانبين". وحذر الوزير الكويتي من تعثر مسيرة السلام في الشرق الأوسط ودعا الى قيام شراكة خليجية - أوروبية. وكان الدكتور جمال سند السويدي مدير مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الذي نظم المؤتمر، شدد في كلمة افتتاحية على أهمية استقرار منطقة الخليج وموقعها الاستراتيجي. ولفت الى الروابط التاريخية بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي.