حمل وزير الدفاع البريطاني جورج روبرتسون الرئيس العراقي صدام حسين مسؤولية الأزمة الجارية بين العراق وبين الأممالمتحدة، وقال "انه يمكن أن يقتنع بالتراجع فقط إذا ما أيقن أن خطر تعرضه لاستخدام القوة جدي إذا استمر في عناده". ووصف الأزمة الحالية مع العراق بأنها "الأكبر منذ حرب الخليج". وحذر من أن "صبر المجتمع الدولي بدأ بالنفاد" وان "على صدام حسين أن يواجه حقيقة أنه لم يعد لديه أصدقاء والأممالمتحدة أبلغته بالاجماع ان عليه الاستجابة". وكان روبرتسون يتحدث للصحافيين أمس تحت جناح طائرة بريطانية مقاتلة من نوع "تورنادو" في قاعدة علي السالم الجوية غرب العاصمة الكويتية. وقال ان هذه الطائرات البريطانية المرابضة في الكويت "رسالة له لصدام بأن القوة خيار موجود لدعم الديبلوماسية واننا متأهبون وجاهزون". واجتمع الوزير البريطاني أمس مع أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح وولي العهد الشيخ سعد العبدالله وقال انهما "أبلغاه بجلاء ان صدام حسين اختلق هذه الأزمة ويمكنه ان ينهيها" وأن "الأمير أشار الى أن وزراء الدفاع الخليجيين سيبحثون موضوع الأزمة في اجتماعهم اليوم أمس". وتفقد روبرتسون سرباً من اثنتي عشرة مقاتلة "تورنادو" في قاعدة علي السالم حيث يرابض 200 فني وطيار وملاح يمثلون أبرز الوحدات البريطانية في الكويت. ووصف انهاء بغداد تعاونها مع قوة المراقبة الدولية في العراق بأنه "محاولة متعمدة لخلق مواجهة مع الأممالمتحدة ولخرق الاتفاق الذي وقع بعد حرب الخليج ولنكث الاتفاق الذي وقعه صدام بنفسه مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان". لكنه شدد على ان الحلفاء يريدون حلاً ديبلوماسياً للأزمة وقال ان "المساعي الديبلوماسية لن تستنفد حتى نتأكد من أن صدام عازم على الاستمرار في المواجهة، لكن الوقت يضيق على صدام حسين وهذه هي حقيقة الوضع الحالي". ولفت الى انه "حتى الدول التي كانت في الماضي تبدي تفهماً لوضعه صدام بدا واضحاً ان صبرها نفد ووجهت اليه رسائل واضحة بأن عليه ان يستجيب أو ان خيار القوة مطروح على الطاولة". الموعد النهائي لكنه لم يحدد موعداً نهائياً لهذا الخيار وقال "لسنا هنا في صدد تحديد جدول زمني، ولكن إذا كان صدام يظن انه يستطيع المماطلة فإنه يرتكب خطأ فادحاً في الحساب". وأوضح ان لدى الحلفاء "أساس قانوني كاف لأي عمل يمكن أن ينفذ". وقال رداً على سؤال عما إذا كانوا سيحشدون قوات اضافية لهذا العمل "سنعمل على أن يكون وجودنا العسكري في المنطقة كافياً لما نريد ان نُقدم عليه في المستقبل". وتابع "قدراتنا كبيرة ونحن لم نتخل عن استعدادنا في أي لحظة طوال الفترة الماضية". ووصف روبرتسون قرار العراق وقف التعامل مع الأممالمتحدة بأنه "خلق أكبر أزمة مع المجتمع الدولي منذ حرب الخليج" وأنه "من الأفضل لصدام حسين ان يعي ان عزم المجتمع الدولي كبير جداً وان صبره بدأ بالنفاد". صفقة المدافع الى ذلك كشف وزير الدفاع البريطاني ان ولي العهد الشيخ سعد العبدالله الصباح أكد له ان الكويت لم تتخذ بعد القرار النهائي في شأن اختيار مدفعية ميدان لقواتها البرية. وكانت الولاياتالمتحدة أشارت قبل أيام الى اختيار الكويت مدفع "بالدين - م - 109" الأميركي. والى جانب هذا المدفع كانت بريطانيا عرضت المدفع البريطاني "أس - 90"، وكذلك عرضت كل من الصين وجنوب افريقيا مدافع لديها في اطار المناقصة نفسها. ووصف روبرتسون المعدات البريطانية بأنها "الأفضل في العالم"، وقال رداً على سؤال ما إذا كان ناقش مع الكويتيين عقد صفقات سلاح "اننا نتباحث باستمرار في صفقات تسليحية ونعتقد ان معداتنا هي الأفضل لذلك نريدها ان تكون بحوزة اصدقائنا". الى ذلك، قال السفير البريطاني لدى الكويت غراهام بوليس ان السفارة اخطرت المواطنين البريطانيين في الكويت بعدم وجود تغيير على اجراءات الحيطة والحذر التي تنصح بها المواطنين عبر الرسائل الموجهة اليهم دورياً وذلك في ضوء الأزمة الجارية. وقال لصحافيين خلال مرافقته الوزير روبرتسون في القاعدة الجوية "مهما يحدث فلا أرى خطراً حقيقياً على الكويت وليس على الناس هنا أن يشعروا بالقلق". المدمرة "كمبرلاند" وقال ضابط ارتباط بريطاني ان الأزمة لم تغير من طبيعة نشاط سرب مقاتلات "تورنادو" في الكويت وان هذا السرب المؤلف من اثنتي عشرة طائرة ما زال ينفذ طلعات تدريبية وطلعات تطبيق للحظر الجوي في اجواء العراق. وأشار الى ان المدمرة البريطانية "كمبرلاند" ستصل الى الكويت خلال أيام في مهمة روتينية، وأوضح ان الوجود الجوي البريطاني في المنطقة يتألف الآن من ست طائرات "تورنادو" في السعودية واثنتي عشرة مثلها في الكويت وأربع طائرات "جاغوار" في تركيا اضافة الى طائرتين "15 - 72" للتزود بالوقود جواً في البحرين.