أنهى رئيس الغابون الحاج عمر بونغو أمس زيارة خاصة الى المغرب اجرى خلالها أول من أمس محادثات على انفراد مع العاهل المغربي الملك الحسن الثاني. ويعتقد ان المحادثات تناولت تطورات الأوضاع في الساحة الأفريقية، وكذلك الاعداد لعقد أول قمة أوروبية - أفريقية، تعكس مدى قلق العواصم الأوروبية ذات العلاقة المتميزة مع الدول الأفريقية من تردي الأوضاع الأمنية وتزايد الحروب والصراعات في القارة السمراء. ورجّحت مصادر مطلعة ان تكون المحادثات عرضت ايضاً الدور الذي يفترض ان تضطلع به منظمة الوحدة الأفريقية، في هذا المجال، من خلال مساع تبذلها عواصم عربية وأفريقية لتأمين عودة المغرب الى المنظمة التي كان انسحب منها عام 1984 اثر اعترافها بپ"الجمهورية الصحراوية". وسبق لرئيس الغابون الحاج بونغو وقتذاك ان نبه الى الانعكاسات السلبية لهذا القرار. وعلّقت دول افريقية عدة في العامين الأخيرين اعترافها بپ"الجمهورية الصحراوية"، بهدف الافساح في المجال أمام تطبيع العلاقات المغربية - الأفريقية، في نطاق المنظمة. وكان العاهل المغربي الملك الحسن الثاني تحدث عن شروط للعودة رهنها بتعليق الاعتراف بهذه "الجمهورية" واعتبره يتنافى وميثاق المنظمة. وأوضح العاهل المغربي في خطاب عيد الجلوس الشهر الماضي ان روابط بلاده مع الجيران الأفارقة حتمت قيام مشاورات واسعة مع العواصم الأفريقية. وزار المغرب خلال فترة قصيرة كل من رؤساء جنوب افريقيا نيلسون مانديلا وليبيريا تشارلز تايلور والكونغو دونيس ساسونغيسو وتشاد ادريس ديبي، وهي زيارات أدت الى رفع مستويات التنسيق السياسي وحجم المبادلات التجارية بين المغرب وهذه الدول. وقبِلَ المغرب في وقت سابق ان تشارك منظمة الوحدة الأفريقية، الى جانب الأممالمتحدة، في رعاية خطة استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية المقرر في السابع من كانون الأول ديسمبر المقبل. ويشارك مندوبون عن المنظمة في بعثة "المينورسو" المقيمة في المحافظات الصحراوية، لكن تحت مسؤولية الأممالمتحدة، بهدف تجاوز التناقض القائم بين السعي الى تقرير المصير والاعتراف بپ"الجمهورية الصحراوية". وكان ملف الحوار العربي - الافريقي أثير أخيراً في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الذي استضافته القاهرة، وذكرت مصادر ديبلوماسية ان المغرب اقترح في الاجتماع ازالة العوائق التي تعترض التعاون العربي - الافريقي، في اشارة الى اعتراف منظمة الوحدة الافريقية بپ"الجمهورية الصحراوية"، الأمر الذي دفع بالجامعة الى التزام قرار يرهن التعاون بين الجامعة والمنظمة الأفريقية بازالة هذه العوائق. وكانت اللجنة المعروفة بپ"لجنة الأربع والعشرين" التي تضم 12 وزيراً عربياً وعدداً مماثلاً من الدول الافريقية علقت أعمالها قبل سنوات. لكن التوصيات الصادرة عن الاجتماع ركزت على الدعوة الى تشجيع التعاون العربي - الافريقي في ظروف ملائمة تجنّب أي حساسيات عربية او افريقية.