اعرب وزير الخارجية اللبنانية فارس بويز عن اعتقاده ان لدى البابا يوحنا بولس الثاني والمسؤولين في الفاتيكان "إدراكاً حقيقياً بأن لإسرائيل مسؤولية كبيرة عن تعثر عملية السلام في الشرق الأوسط، ونقض مبادئ السلام والتنصّل من الأسس التي قام عليها مؤتمر مدريد". وأضاف "قد يكون تعبير الفاتيكان عن ذلك ديبلوماسياً، لكن المضمون واضح لديه بالنسبة الى الموضوع". ونقل بويز عن البابا الذي استقبله امس في الفاتيكان، نصف ساعة، "ان لبنان لا يزال في قلبه وأنه يصلّي من اجله، وهو اكثر من وطن، انه رسالة". وقال الوزير اللبناني، بعد محادثات مع البابا وأمين سر الفاتيكان المونسنيور انجلو سودانو ووزير الخارجية المونسنيور جان لوي توران، ان هذه اللقاءات "ضرورية في هذه الظروف الدقيقة"، موضحاً انه شرح لهم "حقيقة الاقتراحات الاسرائيلية المفخخة للإنسحاب من لبنان وما تخفيه من نيات لتفريغ القرار 425 من مضمونه وصولاً الى دفع لبنان الى مفاوضات مباشرة وترتيبات تبعد مسيرة السلام عن مسارها الحقيقي". وحذّر من "ان سقوط عملية السلام قد ينذر بدفع مزيد من التطرف ويجعل البعض يلجأون الى مزيد من الأصولية والتطرف على كل المستويات". وأضاف انه بحث مع البابا في العلاقات الفاتيكانية - الإسرائيلية، وقال "لا يجوز ان تحظى اسرائيل بإبراء ذمة عبر انشاء علاقات ديبلوماسية في هذا التوقيت او حتى عبر تحمل الفاتيكان بعض المسؤولية عما ارتكب في الحرب العالمية الثانية فيما مسيحيو العالم كانوا من ضحايا النازية اكثر من اليهود". وتابع انه وضع البابا "في اجواء التطورات الإيجابية التي حصلت في لبنان امنياً واجتماعياً وبنيوياً، ولو كانت ضمن سقف مضغوط لسوء الحظ، هو سقف الوضع الاقليمي الذي لا يمكن ان نتجاهل انعكاساته على مستوى الساحة اللبنانية". وأعلن ان البابا والفاتيكان "يوليان اهمية بالغة للعنوان اللبناني، اذ شكل لبنان عبر التاريخ امتحاناً اساسياً لاختبار عيش مجتمعات متعددة الطوائف والمذاهب والأديان في وطن واحد. اذا كان ذلك في الماضي اختباراً خاصاً بلبنان فانه يتطور الآن اكثر من اي وقت مضى في العالم. وابتداء من اليوم قد لا نرى اوطاناً وأمماً من لون واحد، لا بل سيصبح التعدد الطائفي والحضاري والثقافي عنوان المستقبل". وتوقع ان يطبق النموذج اللبناني في دول عدة في العالم. وقال "اذا فشل ذلك، قد يسقط احتمال عيش مشترك لطوائف متعددة تحت سقف وطني واحد". وقال بويز انه استمع من نظيره المصري عمرو موسى الذي التقاه في روما امس، الى "تقويمه للمشاورات التي عقدها مع بعض نظرائه حيال امكان عقد مؤتمر قمة عربي موسع او محصور ولا تزال المحادثات جارية في هذا الاتجاه وأعتقد اننا متفاهمون على ضرورة ممارسة الفاتيكان سياسة حذرة حيال اسرائيل لا بل سياسة صلبة حيال المناورات الاسرائيلية".