وصلت المباحثات السودانية - المصرية الى طريق مسدود، وغادر الخرطوم الى القاهرة فجر أمس الوفد المصري الذي يرأسه مدير الادارة الافريقية في وزارة الخارجية المصرية السفير فؤاد محمد يوسف من دون ان يحقق اي نجاح في مهمته استرداد الممتلكات المصرية في السودان. وقالت مصادر قريبة من الوفد المصري، ان مهمته المكلف بها من القاهرة انحصرت في تسلّم الممتلكات المصرية المتمثلة في جامعة القاهرة - فرع الخرطوم ومدارس البعثة التعليمية واستراحات الري حسب وعود مسؤولين سودانيين زاروا القاهرة وكان آخرهم وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان. وأضافت المصادر نفسها، ان الوفد المصري فوجئ بأن الخرطوم اعدت برنامجاً للحوار والاجتماعات بدلاً من لقاء مختصر يتم خلاله تسلّم الممتلكات. وزادت المصادر، ان الوفد المصري تصرف بحسن نية وارتضى الدخول في المفاوضات تأكيداً على اهتمام القاهرة بتطبيع علاقاتها مع الخرطوم وانسجاماً مع التطورات الايجابية في علاقات البلدين، الا انه فوجئ باقتراحات تعجيزيه من الجانب السوداني في شأن اعادة الممتلكات. اذ اقترحت الخرطوم إعادة جامعة القاهرة فرع الخرطوم التي صادرتها الحكومة السودانية عام 1993 وحولتها الى جامعة سودانية باسم "جامعة النيلين" بعد ثماني سنوات أي عام 2006، ووافقت على اعادة ثلاث مدارس فقط من مدارس البعثة التعليمية المصرية البالغ عددها 33 مدرسة، وتعهدت بإعادة ثماني مدارس اخرى خلال عامين واعتذرت عن رد البقية التي تنتشر في أنحاء عدة من السودان تمتد من ملكال جنوباً وحتى عطبرة شمالاً. وأضافت المصادر، ان موقف الجانب السوداني من الاستراحات لم يكن مغايراً للموقف ازاء المدارس والجامعة، اذ تعهدت الخرطوم بإرجاع استراحتين من الاستراحات الست واعتذرت عن ارجاع البقية نهائياً، وتكرر الأمر نفسه في المفاو ضات على استراحات الري المصري 16 استراحة. اذ اعتذرت الخرطوم عن إعادتها باستثناء اسوأهم وهما استراحتان تقعان في موقع غير مناسب أسفل كوبري جسر الحرية في المنطقة الصناعية في الخرطوم. وعبر اعضاء في الوفد المصري ل "الحياة" عن أسفهم لفشل المحادثات المصرية - السودانية التي امتدت لعشرة أيام كاملة، من 16 الى 26 نيسان ابريل الجاري. واكدوا ان زيارة وزير التعليم العالي المصري مفيد شهاب الى الخرطوم التي كانت مقررة الخميس الماضي ألغيت بعد فشل اجتماعات اللجان الفنية. وان زيارة الرئيس السوداني عمر البشير المرتقبة للقاهرة لن تكون في القريب المنتظر في ضوء فشل المحادثات القاعدية التي ينبني عليها لقاء الرئيسين. لكنهم أكدوا في الوقت نفسه ثقة القاهرة في امكان تطبيع العلاقات مع الخرطوم. وان جولة أخرى من المحادثات ستجري متى ما جددت الخرطوم رغبتها في إعادة الممتلكات المصرية.