استقبل النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز ظهر أمس في الرياض وفداً يمنياً أنهى مساء زيارة قصيرة للمملكة العربية السعودية لمتابعة المحادثات الحدودية بين البلدين. ويرأس الوفد اللواء عبدالله حسين البشيري الأمين العام للرئاسة اليمنية، وضم السفير علي حزام رئيس دائرة الحدود في وزارة الخارجية اليمنية، والدكتور عبدالله الفضلي نائب رئيس مصلحة المساحة. وكان اللواء مريع بن حسن الشهراني مدير إدارة المساحة العسكرية السعودية في استقبال الوفد اليمني في مطار الملك خالد الدولي في الرياض. وقالت مصادر مطلعة ل "الحياة" إن اللقاء استمر زهاء ساعة، وركز على قضية الحدود بين البلدين، وبحث في إمكان استئناف أعمال اللجان الفنية لترسيم الحدود. وكان البشيري رأس وفداً يمنياً زار الرياض في 21 آذار مارس والتقى الأمير سلطان وسلّمه رسالة من الرئيس علي عبدالله صالح ذكر آنذاك أنها تأتي في "إطار الاتصالات المستمرة بين البلدين الشقيقين لإنهاء ترسيم ما تبقى من خط الحدود"، كما عقد الوفد اليمني جولة من المحادثات مع وفد سعودي لإعادة إطلاق المفاوضات. وأكدت مصادر مطلعة ل "الحياة" أن المفاوضات الحدودية بين الرياضوصنعاء "بدأت تأخذ مساراً جيداً". وأكدت أن "العلاقات المتميزة تسهل أمور التفاوض الذي يسير بشكل إيجابي للطرفين". إلى ذلك، قالت مصادر أخرى ل "الحياة" إن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح سيزور السعودية خلال الأسبوعين المقبلين. وتوقعت هذه المصادر أن تساهم الزيارة التي ينتظر أن يقابل الرئيس اليمني خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، والأمير سلطان، في "وضع النقاط على الحروف، وترتيب اللمسات النهائية للمفاوضات الحدودية". وكان اللواء البشيري الأمين العام لرئاسة الجمهورية اليمنية غادر صنعاء امس الى الرياض حاملاً رسالة من الرئيس علي عبدالله صالح الى القيادة السعودية تتعلق بسير المفاوضات في شأن ترسيم الحدود بين البلدين، وتأتي الزيارة في اطار المشاورات الجارية بينهما بهدف التوصل الى حل نهائي للمسألة عبر التفاوض بين قيادتي البلدين. وهذه هي الزيارة الثالثة للبشيري بصفته "مبعوثاً للرئيس علي صالح" خلال أقل من شهرين. وكانت صنعاء استقبلت أخيراً مبعوثاً للقيادة السعودية. وفي هذا السياق علمت "الحياة" من مصادر مطلعة في صنعاء ان المفاوضات اليمنية - السعودية في شأن ترسيم الحدود حققت تقدماً ملموساً حتى الآن وان تقارب وجهات النظر بين قيادتي البلدين عبر الزيارات المتبادلة للمبعوثين تشير الى احتمال تحقيق نتائج على هذا الصعيد قريباً. واشارت المصادر نفسها الى ان المبعوث الخاص للرئيس اليمني سينقل رد القيادة اليمنية على وجهة النظر السعودية التي كانت الحكومة اليمنية تلقتها اخيراً عن طريق المبعوث السعودي اللواء مريع الشهراني رئيس مصلحة المساحة العسكرية قبل نحو اسبوعين اضافة الى البحث في مسائل اخرى تتعلق بالعلاقات الثنائية، وذلك حتى لا تبقى مسألة ترسيم الحدود عائقاً أمام تطور علاقات التعاون في الميادين الأخرى الأمنية والاقتصادية والتجارية والثقافية والسياسية. ولم تستبعد هذه المصادر ان يزور الرئيس علي عبدالله صالح السعودية قريباً في حال استمرار التقدم في المفاوضات الحدودية، فتكون الزيارة والمحادثات مع المسؤولين السعوديين تتويجاً لنتائج المفاوضات. وكانت مصادر حكومية يمنية قالت ل "الحياة" امس ان انتقال ملف المفاوضات الحدودية من اللجان الفنية المشتركة الى أعلى مستوى قيادي في البلدين سهل عملية التفاوض المباشر الذي يؤدي في النهاية الى حسم هذه القضية عبر القيادتين بقرار سياسي. وأشارت الى ان الخوض في التفاصيل وعدم وجود صلاحيات مطلقة لها في اتخاذ القرار يعرقل أحياناً عمل اللجان الفنية. وفي لندن التقى السفير اليمني الدكتور حسين عبدالله العمري رئيس قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية البريطانية وذلك بناء على طلب الأخير. وأوضحت مصادر سياسية ان المسؤول البريطاني سعى الى التأكد من حرص السلطات اليمنية على انهاء قضية خطف المواطنين البريطانيين الثلاثة في أسرع ما يمكن مع بذل كل ما امكن للمحافظة على حياتهم. وكان الثلاثة خطفوا يوم الجمعة الماضي وهم في طريقهم من عدن الى صنعاء. والثلاثة هم مدير المركز الثقافي البريطاني في عدن ديفيد ميتشل وزوجته وابنهما. وأكد السفير اليمني حرص بلاده على انهاء المسألة في اسرع وقت مع المحافظة على حياة الرهائن. وشدد على ان القضية تحظى باهتمام المسؤولين اليمنيين على اعلى المستويات. وأوضح ان من الأمور الايجابية التي طرأت اخيراً ان القبيلة التي ينتمي اليها الخاطفون تبرأت من العمل الذي اقدموا عليه.