قررت محكمة أمن الدولة العليا في القاهرة النطق بالأحكام في قضية "العائدون من افغانستان والسودان" اليوم. وعقدت المحكمة جلسة امس برئاسة المستشار احمد صلاح الدين بدور في مقر محكمة شمال القاهرة وسط اجراءات امنية مشددة استمعت خلالها الى الجزء الأخير من مرافعة الدفاع عن المتهمين في القضية المتهم فيها 32 من اعضاء الجناح العسكري لتنظيم "الجماعة الاسلامية" في مقدمهم مصطفى حمزة المتهم الرئيسي بمحاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في حزيران يونيو 1995 في اديس ابابا والذي يعتقد انه يعيش حاليا في افغانستان. وكانت نيابة امن الدولة طالبت بتطبيق اقصى العقوبة والتي تصل الى الاعدام والاشغال الشاقة المؤبدة في حق جميع المتهمين في القضية. والمعروف حكمين بالاعدام صدرا في 1992 و1993 على حمزة. وطالب الدفاع عن المتهمين بإطلاقهم ودفع ببطلان اجراءات ضبطهم وتفتيش منازلهم، كما دفع ببطلان اعترافات المتهمين على اساس انها تمت نتيجة لتعرضهم للتعذيب. وأوضح الدفاع ان وقائع القضية لم تتضمن وقوع معارك واشتباكات بين الشرطة والمتهمين، كما لم تتضمن الوقائع مخططات كان من المفترض تنفيذها، واعتبر الدفاع ان ما جاء في تحريات اجهزة الامن "مجرد اقوال مرسلة تفتقد الى الادلة الثبوتية الدامغة". والمعروف ان الأحكام الصادرة عن محاكم امن الدولة في مصر غير قابلة للطعن او الاستئناف الا امام هيئة قضائية اخرى، ويحق للمدانين فيها فقط تقديم التماسات الى رئيس الجمهورية لطلب تخفيف الاحكام أو إلغائها او إعادة محاكمتهم امام دائرة قضائية اخرى، وفي حال رفض الالتماسات تصبح الاحكام نهائية وواجبة التنفيذ. "الدعوة والتبليغ" من جهة اخرى ألقت الشرطة المصرية امس القبض على 29 شخصاً بينهم سبع سيدات، ذكرت انهم من العناصر المنشقة عما يسمى "بجماعة الدعوة والتبليغ في محافظة الجيزة"، وقال بيان اصدرته وزارة الداخلية ان هؤلاء يقودهم شخص يدعى بهاء الدين احمد حسين العقاد، وإن جهاز مباحث امن الدولة تمكن من رصد تحرك المجموعة بقيادة العقاد 49 عاما وهو مهندس ويقيم في منطقة الثلاث طوابق بالهرم. ان اعضاء الجماعة "يتداولون في ما بينهم بعض المؤلفات وشرائط الكاسيت التي تحتوي على افكار منحرفة لزعيمهم". وأضاف البيان: "بناء على إذن من نيابة امن الدولة تم ضبط عناصر ذلك التحرك اثناء اجتماعهم في منزل احدهم في الهرم وكانوا يستعدون للانتقال الى شقة في مدينة السادس من اكتوبر والتجمع بها اعتقاداً انه سيعم البلاد طوفان جارف خلال الثلاثة ايام الاولى من شهر نيسان ابريل الجاري وستحضر سفينة لانقاذهم باعتبارهم اتباع المهدي المنتظر ونقلهم من تلك الشقة الى مكان آمن لكونهم الفرقة الناجية لإيمانهم بمعتقدات قائدهم مدعي النبوة وتمسكهم بأفكاره المنحرفة". وأحيل المتهمون على نيابة امن الدولة العليا لمباشرة التحقيق، وذكر بيان الوزارة انه سيتم عرض المتهمين على لجنة من علماء الأزهر "لمناقشة افكارهم وتبصيرهم بخطأ معتقداتهم".