بنوم بنه، نيويورك - رويترز، أ ف ب - احرق جثمان زعيم الخمير الحمر السابق بول بوت وهو من أكثر طغاة هذا القرن وحشية في مراسم قام بها رفاقه أمس السبت في قرية صغيرة شمال كمبوديا. وغابت عنها زوجته وابنته. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان عن الأسف لأن موت بول بوت حال دون محاكمته أمام محكمة دولية. وقال فريد ايكهارد المتحدث باسم انان "إن الأمين العام يأسف ان يحول موت بول بوت دون احالته الى القضاء امام محكمة دولية ليحاكم على ارتكاب جرائم ضد الانسانية". وأضاف ان الامين العام "يشاطر الشعب الكمبودي قلقه وهو الذى عانى فى ظل بول بوت، كما يشاطره الأمل أيضاً فى أن تأخذ العدالة مجراها بالنسبة لشركائه المسؤولين عن حقبة من اكثر الحقبات رعباً فى التاريخ". وكانت الولاياتالمتحدةوكمبوديا أعربتا عن الخيبة لأن موت بول بوت أفشل ما خططتا له من احالته امام محكمة دولية. وتنسب إلى بول بوت مهندس نظام "حقول القتل" الذي حكم كمبوديا في الفترة بين عامي 1975 و1979 مسؤولية موت أكثر من مليون كمبودي. وتوفي زعيم الثوار السابق البالغ من العمر 73 عاماً الاربعاء الماضي إثر اصابته بنوبة قلبية. وقال المتحدث باسم الخمير الحمر نوان نو إنه حضر مراسم حرق الجثمان نحو 20 شخصاً معظمهم من رفاقه في الخمير الحمر واستمرت المراسم نحو 15 دقيقة. وأظهرت اللقطات التي عرضت في التلفزيون المحلي في تايلاند زملاء لبول بوت يحملون النعش الملفوف بأغطية ملونة. ووضعوا النعش على منصة الحرق بالإضافة إلى حاجياته المفضلة بما في ذلك عصاه التي كان يستخدمها في المشي. ثم سكب بنزين على قطع اخشاب واطارات سيارات مستخدمة واشعل احد ثوار الخمير الحمر النار فيها. وسكب مزيد من البنزين بعد ذلك على النيران وتصاعد عمود من الدخان الأسود الكثيف. ولم يلق أحد كلمات في مكان الحرق. وقال نوان: "لم يعبر أحد عن الحزن أو الاسى في موقع الحرق. إننا بالفعل سعداء لأنه سيتجنب مزيداً من الانتقادات الدولية". وأضاف ان رماد بول بوت سينثر في ثلاثة اماكن في انحاء كمبوديا. وسينثر بعض رماد بول بوت على امتداد جبل دونجريك الذي يقع على الحدود بين تايلاندوكمبوديا وسينثر جزء آخر في منطقة البحيرات في تونلي ساب وفي اقليم راتاناكيري في شمال البلاد حيث نشأ بول بوت وترعرع. وتابع نوان نو ان ميا سوم 40 عاماً زوجة بول بوت وابنته ميا سيت 14 عاماً لم تحضرا مراسم الحرق على رغم انهما كانتا جوار جثمانه في الايام الماضية. من ناحية أخرى أعلن متحدث باسم الحكومة الكمبودية ان الحكومة غير مقتنعة بأن الجثمان الذي احرق هو جثمان "الدكتاتور بول بوت". وقال المتحدث: "إننا لا نعلم ان كان الجثمان الذي احرق هو حقاً جثمان بول بوت أم لا".