تتضافر جهود الجهات المعنية في مدينة حلب لإبراز الوجه الحضاري للمدينة وتطوير البنى التحتية ومسح شامل للمدينة القديمة وتقديم الخدمات السياحية في شكل أفضل بعدما بات الحديث عن وجود صناعة سياحية قاب قوسين أو أدنى ولو بهمسات خجولة. وأجرى مجلس مدينة حلب عمليات المسح والتوثيق لاحياء المدينة القديمة. ويقول المهندس توفيق كلزية معاون مدير الشؤون الفنية مدير مشروع احياء حلب القديمة انهم قاربوا على الانتهاء من وضع "مخطط عام لاستعمال اراضي المدينة القديمة ووضع خطط للارتقاء بها" وان هذه الخطط "قيد المناقشة مع الجهات المعنية للمصادقة عليها". ويضيف ان وضع الخطط سبقه "مسح شامل للمدينة القديمة ومسح نوعي وانتقاء لمنطقة المشروع الرائد وهي منطقة باب قنسرين" وان هناك "دراسات مرورية ضمن المدينة القديمة ودراسات تفصيلية لمناطق اخرى مثل الفرافرة والجديدة". وتشمل عملية المسح عند دخول أي منطقة جديدة "مسحاً اجتماعياً شاملاً وتوثيقاً كاملاً لهذه المنطقة ليتم وفقها وضع الدراسات المعمارية والتخطيطية والمرورية". ويقول انه تم حتى نهاية العام الماضي انجاز 190 حالة ترميمية وان اعمال الترميم تتم عبر تقديم قروض للسكان تصل الى 150 ألف ليرة سورية ثلاثة آلاف دولار بعدما كان القرض يناهز 40 ألف ليرة معفاة من أية فائدة على مدى ثلاث سنوات وباشراف مهندسي المدينة القديمة. ويخصص مجلس مدينة حلب اعتمادات مالية كممول اساسي لأعمال الترميم، بالاضافة الى معونات "الصندوق العربي الاقتصادي الاجتماعي الكويتي"، وكذلك معونات مقدمة من المانيا وفق بروتوكول مع الحكومة السورية تؤمن اجهزة تقنية وخبراء يقومون بأعمال التدريب وإكساب الخبرات في مجال الترميم والبنى التحتية للعاملين في هذا المجال. وهدف المشروع المحافظة على المدينة القديمة وتحسين ظروف البيئة والمعيشة لقاطني هذه الاحياء مع عدم الاخلال بالنسيج العمراني المميز لها وتحقيق ارتباطها مع الاجزاء الاخرى للمدينة. نشاطات وأرقام متفائلة وعلى صعيد الاحصاءات الرسمية ناهزت ايرادات مديرية الآثار والمتاحف في مدينة حلب العام الماضي 30.3 مليون ليرة سورية 600.6 ألف دولار وفق احصاءات "مديرية الآثار والمتاحف، بزيادة قدرها ستة آلاف دولار أو ما يعادل 12.2 في المئة عن العام الذي سبقه، مع العلم ان قيمة الايرادات بلغت 70 مليون ليرة سورية كما أوردتها صحيفة "الجماهير" المحلية نقلاً عن وحيد خياطة مدير الآثار والمتاحف. وهذه الايرادات عبارة عن رسوم يدفعها زوار المواقع الأثرية والمتاحف الذين بلغ عددهم العام الماضي في المحافظة، 564.9 ألف زائر من السوريين والعرب والاجانب بزيادة قدرها 16.9 في المئة 482.9 ألف زائر. وأنهت المديرية اعمال الترميم في قلعة نجم والسورين الشمالي والشرقي لقلعة سمعان، كما تم ترميم القصر الملكي مع ملحقاته والاجزاء الجديدة المكتشفة، كذلك ترميم حمام نورالدين مع الاقسام المكتشفة حديثاً. ومنحت المديرية 60 رخصة ترميم لعقارات اثرية في مواقع مختلفة من المحافظة، ولتلافي التجاوزات على الابنية الاثرية قامت شعبة المراقبة في مديرية الآثار والمتاحف بقمع 120 مخالفة أثرية، كما نظمت الشرطة السياحية نحو 179 مخالفة سياحية بحق المخالفين لدى قيامها بجولات تفقدية على المنشآت السياحية لمراقبة سير العمل ولإبراز الوجه الحضاري المشرق للمدينة ورفع مستوى الخدمات والتقيد باللوائح والقرارات المتعلقة بالاسعار والنظافة كما يقول نديم فقش مدير السياحة في حلب، والذي يشير الى ان المديرية اقامت "معرضاً بعنوان تحية الى حلب ومعرض المأكولات الحلبية كما أقامت معرض رمضان ومعرض مرايا الميلاد في خان الشونة". وتم تشكيل لجنة تضم مندوبين من مديريات السياحة والتموين والصحة والصناعة وصحة البلدية، مهمتها القيام بجولات على جميع الفاعليات وتحليل العينات ومراقبة الصحة والسلامة ومراقبة الاسعار، كما نظمت الضبوط اللازمة بحق المخالفين من هذه المنشآت وأغلقت بعض المحلات. وبلغ عدد زوار مكتب الاستعلامات السياحي في المديرية العام الماضي "خمسة آلاف زائر تم تزويدهم بالنشرات والكتب السياحية" مع العلم ان عدد زوار مكتب الاستعلامات السياحية لعام 1996 بلغ 7500 زائر بتراجع قدره 33.3 في المئة. كما شاركت المديرية في "اعمال لجنة حلب القديمة بهدف الحفاظ على معالم حلب الاثرية" كما يقول السيد فقش، بالاضافة الى اقامة "الحفلات التراثية الفنية في المطبخ العجمي وخان الشونة بمناسبة يوم السياحة العالمي بمشاركة فنانين سوريين وأجانب وهي حفلات كان لها اثر ايجابي في جذب المجموعات السياحية". وبلغ عدد نزلاء فنادق حلب للعام الماضي نحو 319.133 الف نزيل بنسبة تصل الى 13.7 في المئة من النزلاء العرب 43.919 ألف نزيل و32 في المئة للاجانب 101.995 ألف نزيل و54.6 في المئة للسوريين 173.219 ألف نزيل كما زاد عدد النزلاء عن العام الاسبق بنسبة قدرها 32.6 في المئة للعرب 33.106 ألف نزيل و35 في المئة للأجانب 75.522 ألف نزيل و35 في المئة للسوريين 127.393 ألف نزيل. اما عدد الليالي السياحية التي امضاها النزلاء في فنادق حلب فكانت 609.501 ألف ليرة مبيت شكل العرب منها 14.8 في المئة 902.04 ألف ليلة بمعدل مبيت 2.05 ليلة والاجانب 43.6 في المئة 265.949 ألف ليلة بمعدل مبيت 2.6 ليلة والسوريون 41.5 في المئة 253.348 ألف ليلة بمعدل مبيت 1.4 ليلة. وتضم حلب 74 فندقاً تتوزع وفق درجات تم تصنيفها كما يلي: فندق واحد من فئة خمسة نجوم يسع 242 غرفة سعتها الايوائية 450 سرير مقابل اربعة فنادق اربعة نجوم تسع 512 غرفة سعتها 407 اسرة بينما تضم ثلاثة فنادق من فئة ثلاث نجوم تسع 182 غرفة سعتها 265 سريراً. اما عدد الفنادق من فئتي نجمتين فيبلغ ثمانية فنادق تسع 224 غرفة تحوي 479 سريراً مقابل 60 فندقاً من فئة النجمة الواحدة وتسع 1279 غرفة تحوي 2846 سريراً. وتضاف اليها عشر دور مفروشة عدد غرفها 74 غرفة تحتوي على 200 سرير فيكون مجموع الاسرة حتى نهاية العام الماضي 4709 اسرة.