لندن، طرابلس، نيروبي -"الحياة"، أ ف ب، رويترز - اتهم الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الولاياتالمتحدةوبريطانيا بتدبير تفجير طائرة "بان ام" الاميركية فوق لوكربي اسكوتلندا عام 1988. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية لپ"الحياة" امس ان بلاده ترفض في شكل قاطع اتهامات القذافي وتعتبرها "سخيفة". وكرر تمسك بلاده بمحاكمة المتهمين في تفجير لوكربي، في اسكوتلندا أو الولاياتالمتحدة. وكان القذافي قال في حديث نقله التلفزيون الليبي مساء أول من أمس مخاطباً لندن وواشنطن: "انتم الذين خططتم لهذا الاعتداء ومخابراتكم هي التي دبرت لوكربي. انتم متهمون بقتل أولادكم". ووصف الزعيم الليبي الاجماع الدولي على تأييد ليبيا في الجلسة العلنية لمجلس الأمن بأنه "إدانة القرن العشرين التاريخية لكل من بريطانياوالولاياتالمتحدة"، وقال ان بريطانيا "أُفحمت في هذه الجلسة ولم تكن لديها حجة تسعفها إلا شتيمة المندوب الليبي في الاممالمتحدة". ورأى القذافي الذي تخضع بلاده لحظر دولي منذ 1992، ان "المشكلة أصبحت الآن بتأكيد أعضاء الجمعية العامة للامم المتحدة، بين بريطانياوالولاياتالمتحدة من جهة ومحكمة العدل الدولية من جهة اخرى باعتبارهما رفضتا حكم هذه المحكمة" مؤكداً ان هذا الرفض "يُعد سابقة خطيرة جداً في العلاقات الدولية". ولاحظ ان الولاياتالمتحدةوبريطانيا "حاولتا استدرار عطف المتحدثين بإحضار أسر الضحايا الى مجلس الأمن". وقال ان "أسر الضحايا أصبحت ضحية مرتين: الأولى في الحادثة والثانية في سياسة بلدانها التي ضحت بقضية هؤلاء وحرمتهم من معرفة الجاني والحصول على التعويضات". وحذر القذافي من العودة مجدداً الى "الحروب الصليبية ودق طبول حروب صليبية"، وقال: "على العالم ان يتنبه لذلك". وحذر من "تحويل قضية طيران مدني نفذها مجهول الى صراع بين الشرق والغرب وبين المسيحية والاسلام". وفي نيروبي، قال الرئيس الاوغندي يويري موسيفيني ان الولاياتالمتحدةوبريطانيا تؤخران محاكمة الليبيين المتهمين بالتورط بتفجير لوكربي، بإصرارهما على محاكمتهما في اسكوتلندا. وقال الرئيس الاوغندي لوكالة "رويترز" ان المتهمين لا ينتظران محاكمتهما محاكمة نزيهة بسبب التغطية الاعلامية البريطانية المعادية لقضيتهما طوال سنوات. وأضاف موسيفيني الذي كان يتحدث ليل الأحد عشية وصول الرئيس بيل كلينتون صباح اليوم الى بلاده: "نؤيد الاميركيين والبريطانيين في مطلب معاقبة المسؤولين عن تفجير طائرة بان اميركان فوق اسكوتلندا. لكنهم بإصرارهم على محاكمتهما في اسكوتلندا يعطلون كشف ابعاد القضية".