بغداد - أ ف ب - شهدت بغداد صباح أمس جنازة جماعية ل 29 طفلاً عراقياً توفوا نتيجة النقص في الأدوية والمعدات الطبية الناجم عن الحظر الدولي المفروض على العراق. والجنازة هي الثانية من نوعها خلال أقل من شهر. في الوقت ذاته نددت صحيفة "القادسية" العراقية بالتقرير الذي سيقدمه الى الاممالمتحدة المقرر الخاص للجنة حقوق الانسان ماكس فان در شتويل في شأن الاعدامات في العراق العام الماضي. ووصفت الصحيفة المقرر بأنه عميل للاستخبارات الاميركية سي.آي.اي. وكتبت "القادسية": "بعدما اندحرت المخططات الاميركية الرامية الى شن عدوان عسكري همجي على العراق بدأت اميركا تحرك أحد عملاء الاستخبارات المركزية الاميركية المدعو فان در شتويل مجدداً لينفث سمومه عن طريق الأكاذيب الممجوجة والسخيفة والمفضوحة، التي لن تفلح في مد حبل النجاة للسياسة الاميركية العدوانية تجاه العراق". يذكر ان فان در شتويل اشار في التقرير الذي أذيع مضمونه السبت الماضي ويعتزم تقديمه اليوم الى انه يرجح ان يكون أكثر من 1500 شخص اعدموا في العراق العام الماضي بتهم سياسية ومن دون محاكمة. واعتبرت الصحيفة ان "من المثير للسخرية ان تتوهم الادارة الاميركية بأنها يمكن ان تخدع العالم عن طريق تحريك الأدوات والدمى، كلما دعت الحاجة للتشويش على الحقائق. من هنا يأتي الدور المشبوه الذي يقوم به الهولندي فان در شتويل، وهو اصبح واجهة مفضوحة للسياسة الاميركية تحركها في الوقت الذي ترغب". وحملت على "الافتراءات التي يحاول ترويجها ضد العراق بدفع من اميركا والصهيونية، بطريقة تثير الاشمئزاز". الى ذلك، شارك أمس نحو 300 شحص في تشييع جنازة الاطفال ال 29 في بغداد وأطلقوا شعارات معادية للولايات المتحدة والرئيس بيل كلينتون. وقال رئيس جمعية الدفاع عن حقوق الاطفال سلطان الشاوي للصحافيين ان الاطفال الضحايا هم "شهداء الحصار" الذي ما زال مفروضاً على العراق بسبب "تعنت الادارة الاميركية وبريطانيا". واعتبر ان "الحصار بمثابة إبادة جماعية من قبل اميركا وبريطانيا"، مشيراً الى ان عدد ضحايا الحظر بلغ "مليون طفل وهذا جريمة بحق الانسانية". وذكر الشاوي ان "معدل وفيات الاطفال في بغداد وضواحيها يبلغ خمسين طفلاً يومياً، اما المعدل اليومي في كل محافظاتالعراق فيبلغ 250 طفلاً". وتؤكد الوكالات الانسانية التابعة للامم المتحدة ان ربع الاطفال العراقيين دون سن الخامسة يعانون سوء التغذية.