بغداد، أ ف ب، رويترز - أعرب العراق امس عن استيائه من تصريحات مصرية وفرنسية وصفت موقف بغداد خلال الازمة مع فرق التفتيش بأنه "غير مفهوم". وكتبت صحيفة "الثورة" الناطقة باسم الحزب الحاكم في العراق ان مصر وفرنسا "تعرفان ما أنجزه العراق على صعيد نزع السلاح من الألف الى الياء وكلتا الدولتين تعرفان جيداً ان الولاياتالمتحدة لا تريد رفع الحصار لأسباب سياسية خاصة لا علاقة لها بما يسمى الشرعية الدولية". واعتبرت "ان من غير المفهوم ان يصدر عن مصدر مصري او فرنسي وصف يصف موقف العراق بأنه غير مفهوم". وحضّت فرنسا ومصر على تغيير موقفهما. وكان الرئيسان المصري حسني مبارك والفرنسي جاك شيراك أعلنا خلال لقائهما في باريس في 26 تشرين الثانينوفمبر الماضي ان موقف العراق إبان الازمة الاخيرة "غير مفهوم وغير مقبول". وحذرا بغداد من انها "ستتعرض لرد شديد من الاسرة الدولية اذا ما تسببت بأزمة جديدة". واشارت الصحيفة الى ان الشعب العراقي "ينتظر من فرنسا ان تتخذ من العدالة والموضوعية والنزاهة مقياساً للحكم على علاقة العراق باللجنة الخاصة المكلفة نزع اسلحته للدمار الشامل، أونسكوم وموقفه منها وليس العكس، وشعبنا ينتظر من مصر موقفاً رسمياً اكثر تميزاً من الموقف الفرنسي بكثير، موقفاً يتطابق مع الموقف الشعبي في ارض الكنانة او ينسجم على الاقل مع المصلحة القومية العليا". وزادت ان العراق كان يأمل بأن تتخذ مصر موقفاً مختلفاً عن ذلك الذي اتخذته في اجتماع دول "اعلان دمشق" التي حمّلت العراق وحده مسؤولية اي ضربة يتعرض لها نتيجة رفضه آنذاك استئناف التعاون مع المفتشين الدوليين. والتزمت بغداد في 14 تشرين الثاني استئناف التعاون الكامل مع اللجنة الخاصة مما حال دون تعرضها لضربات جوية اميركية وبريطانية. لكنها واصلت اتهام "أونسكوم" ورئيسها ريتشارد بتلر بالسعي الى اثارة "ازمة جديدة" لتبرير ضربة عسكرية. "مهمات القيادة" العراقية ورأس الرئيس صدام حسين ليل اول من امس اجتماعاً مشتركاً لمجلس قيادة الثورة والقيادة القطرية لحزب البعث، أفادت وكالة الانباء العراقية انه ركز على "عرض الموقف السياسي بكل جوانبه وتحديد مهمات القيادة في الظروف الحالية" بالاضافة الى عرض الشؤون الداخلية للحزب. في الوقت ذاته نفت بغداد ان تكون سعت الى شراء انظمة لتوجيه صواريخ باليستية في رومانيا. واعتبر مستشار الرئيس الرئيس العراقي عامر السعدي ان ما أوردته شبكة "سي. ان. ان" التلفزيونية الاميركية عن المسألة "قصة قديمة الهدف من احيائها حملة عدائية ضد العراق". وكان وزراء رومانيون نفوا تقرير الشبكة الذي أفاد ان المحاولات العراقية لشراء أنظمة توجيه الصواريخ تعود الى عامي 1995 و1998. وذكر السعدي ان تقرير "سي. ان. ان" أثار "قضية حسمت منذ أمد بعيد" مع اللجنة الخاصة، مؤكداً ان العراق ارسل في ايار مايو الماضي وفداً الى رومانيا برئاسة حامد خليل ابراهيم العزاوي لتسوية "امور معلقة" في عقد وقع عام 1995. وأفاد ان مفتشي الاسلحة يعلمون بالعقد الذي لا يتعلق بأي مواد او تكنولوجيا محظورة، لافتاً الى ان الوفد كان مهتماً ايضاً بنقل تكنولوجيا خاصة بقطع غيار مسموح للعراق بانتاجها. واتهمت مسؤولة اعلامية عراقية امس اللجنة الخاصة بأنها "تسعى الى تدمير العقل العراقي". وفي مقال نشرته صحيفة "الثورة" الناطقة باسم حزب "البعث" كتبت المديرة في وزارة الثقافة والاعلام ناصرة السعدون ان "فرق التفتيش وهي تجوب العراق عبر ثماني سنوات تبحث عما يدمر العقل العراقي الذي استطاع بقدراته الذاتية الابداع والخروج من التبعية للغرب وشركاته المتعددة الجنسية". ورأت ان "المهمة واضحة وهي حرمان العرب من امتلاك العلم والتقنية". جنازة جماعية وشهدت بغداد أمس جنازة جماعية ل 38 طفلاً عراقياً توفوا "بسبب استمرار الحصار" المفروض على العراق. وتوقف المشيعون أمام فندق الرشيد حيث تعقد ندوة عن آثار الأسلحة التي استخدمتها قوات غربية أثناء حرب الخليج على السكان. وهتفت والدة أحد الأطفال المتوفين: "هذا عمل الأميركيين"، فيما رددت أمهات اخريات "لا إله إلا الله وأميركا عدو الله". واتهم وزير الصحة العراقي أوميد مدحت مبارك الولاياتالمتحدة وبريطانيا بتجميد عقود عراقية لاستيراد أدوية، خصوصاً تلك المتعلقة بالأمراض المستعصية كالسرطان.