سجل التعليم العالي في كل البلدان العربية تزايداً في اعداد الطلبة المسجلين خصوصاً بين العامين 1981 و1996، اذ تضاعف عدد الملتحقين بالجامعات ثلاث مرات ليبلغ ثلاثة ملايين ومئة ألف طالب في العام 1996. وتتوقع المؤشرات ان يقفز عدد هؤلاء الى ستة ملايين طالب في العام 2010. ويعني هذا التوسع ارتفاع نسبة الملتحقين بالتعليم العالي من فئة العمر الجامعي من السكان من معدل 15 في المئة الى نسبة 20 في المئة. هذه الاحصاءات وردت في دراسة قدمها الدكتور صبحي القاسم من الاردن في اطار اعمال المؤتمر الاقليمي العربي حول التعليم العالي المنعقد في بيروت بهدف الاجابة عن سؤال كبير "اي تعليم عال للعالم العربي في القرن الحادي والعشرين؟". وتشير الدراسة الى ان عدد الجامعات في العالم العربي، في منتصف القرن العشرين لم يكن يتجاوز العشر، ثلاث منها غير وطنية، وشهدت الخمسينات والستينات تزايداً طفيفاً في عدد هذه المؤسسات اذ كان نموها الاجمالي في كل البلدان العربية بمعدل جامعة واحدة لكل عام تقريباً، اما مرحلة الثمانينات والتسعينات فشهدت نمواً هائلاً فبلغ عدد تلك التي تم انشاؤها خلال الاعوام ال15 الاخيرة 109 جامعات اي بمعدل سبع لكل عام. وهذا يعني ان نحو 62 في المئة من الجامعات العاملة في البلدان العربية الآن هي من المؤسسات الفتية، وبلغت مساهمة القطاع الخاص في تمويل مؤسسات التعليم العالي وإداراتها نسبة 23 في المئة مع نهاية 1996. وتظهر الدراسة ايضاً ان مؤسسات التعليم العالي تزود المجتمعات العربية اعداداً من الخريجين تتزايد عاماً بعد عام، وقد انضم 460 ألف خريج الى القوى العربية العاملة في العام 1995 موزعين على الشكل الآتي: 5.66 في المئة في مستوى البكالوريوس، 6.27 في المئة من خريجي المعاهد الفنية، 3.4 في المئة من حملة الماجستير و6.1 في المئة من حملة الدكتوراه. ويتوقع ان ترتفع نسبة الخريجين من حملة البكالوريوس الى 72 في المئة من مجموع خريجي التعليم العالي اعتباراً من العام 1999. وتشير مؤشرات القوى العاملة في عدد من البلدان العربية الى بروز بطالة بين خريجي البكالوريوس في بعض الاختصاصات.