يمثل أعضاء الشبكة المشتبه في انتمائهم الى "الجماعات الاسلامية الجزائرية" في أوروبا أمام قاضي التحقيق غداً في بروكسيل. وتتركز الاتهامات التي يواجهونها على "تكوين جمعية مخربين، والعصيان، وحيازة أسلحة ومتفجرات، ومحاولة القتل، والتزوير، وحمل وثائق مزورة".. وسيمثل ستة من المعتقلين أمام قاضي التحقيق فيما أحيل السابع على دائرة الهجرة لترحيله اذ لا يملك وثائق اقامة قانونية. وتعتقد مصادر الأمن البلجيكية ان مجموعة السبعة تضم نشطين متطرفين، منهم بعض من قادة الجماعات المسلحة في أوروبا مثل فريد ملوك، وهو فرنسي من أصل جزائري حكم عليه القضاء الفرنسي الشهر الماضي بالسجن سبع سنوات لضلوعه في أعمال تفجير قبل أكثر من عامين في باريس، وعاد قبل أسابيع من افغانستان. وكذلك عمر معروف وعلال حجاجي، وهما دنماركيان من أصل مغربي ويتنقلان عبر الأراضي الأوروبية على رغم انهما عاطلان عن العمل. وبختي راهو موسى وهو سويدي من أصل جزائري. وكان وزير الداخلية البلجيكي فان دين لا نوت وصف عملية اعتقال المجموعة "اهم عملية تنفذها أجهزة الأمن ضد الجماعات المسلحة في أوروبا". وذكر وكيل النيابة العامة بونوا دوجومب ان عمليات الدهم التي نفذتها قوات الأمن البلجيكية الخميس والجمعة كانت "نتيجة عمل طويل ورصد من الاستخبارات البلجيكية بالتعاون مع الجهات المعنية في ايطاليا والدنمارك والسويد وبريطانيا ضد أشخاص يشتبه بانتمائهم الى شبكات الارهاب الدولي". وذكرت مصادر الأمن ان تحقيقاتها كشفت ان فريد ملوك كان يتصل من بلجيكا بالشبكة التي فككتها اجهزة الأمن الايطالية في بولونيا في ايلول سبتمبر الماضي. كما أبلغت الاستخبارات السويدية الجهات المختصة في بلجيكا بتردد بختي راهو موسى على بروكسيل. ويرى مراقبون ان نتائج عمليات قوات الأمن تعكس اهمية الاتهامات التي توجهها الحكومة الجزائرية ضد البلدان الأوروبية بإيوائها زعامات الجماعات الارهابية، لكنها تدل من جهة اخرى على ان اجهزة الأمن الاوروبية "تتابع تحركات المتطرفين لاعتقالهم عندما تتوافر الأدلة الكافية واستباق امكان استكمالهم جمع العتاد الذي يعدونه لدعم الجماعات المسلحة في الجزائر". وكانت قوات الأمن اعتقلت الخميس سبعة مهاجرين من أصول مغربية وجزائرية وتونسية في حي اكسيل وسط العاصمة البلجيكية وداهمت الجمعة شققاً في أربعة أحياء يقطنها مهاجرون استجوبت أربعة منهم ثم أخلت سبيلهم، فيما لم توفق في محاولة اعتقال آخرين في حي "سان جيل" الشعبي، وعثرت في شقتهم على معدات للتفجير وآلة لتزوير وثائق سفر، ما يدعو قوات الأمن للتفكير بأنها لم تتمكن بعد من تفكيك كل الشبكة التي يشتبه بأنها تدعم الجماعات المسلحة في الجزائر.