عادت عملية السلام في الشرق الأوسط لتأخذ مكانها الرئيسي في اهتمامات إدارة الرئيس بيل كلينتون بعد انحسار الأزمة مع العراق. وأجرى الرئيس الأميركي الثلثاء الماضي مشاورات مع كبار مستشاريه في شأن الخطوات المقبلة التي سيعتمدها لاحياء العملية خصوصاً لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية.. وأبرز الخطوات درس احتمال طرح مبادرة علنية تحمل خطة الولاياتالمتحدة وتصوراتها وأفكارها. وأكد مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط السفير مارتن انديك ان عملية السلام تبقى في مقدم أولويات الرئيس كلينتون ووزيرة خارجيته مادلين اولبرايت واهتماماتهما. وان الاجتماع الذي عقد في البيت الأبيض وضم الرئيس واولبرايت ونائب الرئيس آل غور يبرز هذا الاهتمام والرغبة في استئناف الجهود لدفع عملية السلام الى أمام. لكن انديك أوضح أنه لا يستطيع في الوقت الحاضر كشف ما تنوي الادارة القيام به لتحقيق ذلك. وقال الناطق باسم البيت الأبيض مايكل ماكوري ان المجتمعين أمضوا وقتاً طويلاً في البحث في كيفية "احياء العملية التي لم تتحرك كثيراً في الأشهر الأخيرة" خصوصاً بعد لقاء الرئيس كلينتون بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو في كانون الثاني يناير الماضي. واعترف بأن لم تحدث تطورات كثيرة لدفع العملية وان الرئيس كلينتون "راغب جداً". في السعي الى دفع الجانبين الى التركيز على اتخاذ القرارات الصعبة المطلوبة منهما لدفع عملية السلام الى أمام" وأشار ماكوري الى أن كلينتون بحث ومساعديه في عدد من الأفكار لتحقيق التقدم. وبدوره شدد السفير انديك في جلسة صحافية الثلثاء الماضي على ان عملية السلام تبقى في مقدم أولويات كلينتون وان الادارة تدرس الآن الخطوات المقبلة" الرامية الى بدء المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية في شأن المرحلة النهائية. وذكر ان الجهود منصبّة الآن على عمليات اعادة انتشار القوات الاسرائيلي من الضفة الغربية. والتي "تشكل صلب الأفكار" الأميركية الى الجانبين. وان المطلوب التركيز على تأمين مرحلتي الانتشار الأول والانتشار الثاني. مع الاستمرار في التداول في شأن الانتشار الثالث الذي التزمت الولاياتالمتحدة تحقيقه من خلال رسالة لوزير الخارجية السابق وارن كريستوفر بعد التوصل الى اتفاق الخليل. وشدد على القول ان المطلوب أيضاً تحقيق اعادة الانتشارين الأول والثاني في أسرع وقت ممكن. وسئل انديك هل بحثت اسرائيل أخيراً مع الإدارة الأميركية في الاقتراحات الرامية الى تأمين انسحابها من جنوبلبنان. فأجاب ان اسرائيل لم تثر هذا الموضوع مع الولاياتالمتحدة حديثاً. لكنه أضاف ان الحكومة الاسرائيلية سبق وأثارت في الماضي فكرة تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 425 وقد بحثنا في هذا الموضوع معهم مع الاسرائيليين بين الحين والآخر. وكما تعرفون ان الحكومة اللبنانية ترغب في تنفيذ القرار 425 واعتقد أن هناك تطوراً في موقف اسرائيل تجاه هذا الموضوع الى درجة انها باتت تعلن بوضوح استعدادها لتنفيذ القرار طالما هناك تفاهمات أمنية تضمن في حال انسحابها من جنوبلبنان بقاء حدودها مع لبنان هادئة". وكرر انديك موقف الإدارة المعروف تجاه لبنان هو رغبتها في "انسحاب كل القوات الأجنبية منه وأن تكون الحكومة اللبنانية سيدة على كل اراضيها".