"نحن الفرنسيين نشعر بانجذاب شديد الى مصر، فمصر نبع الحضارات، وبلد تاريخ خلاب جعلها أبرز أماكن العالم السياحية تميزاً وشعبها متسامح محب للسلام، ويتسم بحفاوة دافئة. هنا في مصر أحس بالأمان أكثر من وجودي في ولاية ميامي الأميركية". هكذا بدأ رئيس وكالة "كارلسون فاغون لي" للسفر والسياحة - احدى شركات مجموعة "أكور" العالمية وثاني أكبر وكالة سفر في العالم - حديثه عن مصر في الاجتماع السنوي لمديري فروع وكالته في العالم والذي استضافته مدينة الأقصر في الفترة من 20 الى 22 الشهر الماضي. وعبَّر عن ثقته في الاجراءات الأمنية والتدابير التي اتخذت لتأمين المناطق الأثرية والسياحية في الأقصر ومصر في أعقاب حادث الدير البحري، مشيراً الى ان "كارلسون فاغون لي" ركزت جهودها بعد الحادث على دفع السياح الى مصر "لكي نماشي الظروف الحالية بأفضل ما يمكن". مضيفاً: "رحلاتنا الى القاهرة والأقصر وشرم الشيخ مستمرة، وهي الجهة الأولى التي نقترحها لعملائنا مستفيدين بذلك مما تقدمه الحكومة المصرية من خفض في رسوم وأسعار السفر والطيران". وتابع رئيس وكالة "كارلسون فاغون لي" قائلاً: وزعنا في هذا الاطار 120 عنواناً في المطبوعات السياحية والتاريخية عن مصر يحوي مليون صورة لمعالم مصر السياحية والأثرية في فرنسا وحدها، ونحن نسعى الى الحصول على عشرة في المئة من السوق السياحية الفرنسية السنة الجارية. وأضاف ان حجم مبيعات وكالته - التي تملك ما يزيد على أربعة آلاف مكتب حول العالم - وصل العام الماضي الى 9.5 بليون دولار بزيادة 25 في المئة عن المبيعات العام السابق. وحول نشاط "كارلسون فاغون لي" في مصر، قال سيمون: "في الحقيقة كانت بدايتنا في مصر سيئة، ونصحنا البعض بالخروج… لكني رفضت وأصريت على الاستمرار. وبالفعل نجحت شراكتنا مع مصر، ولنا، علاوة على انشطة السياحة في مصر، نشاطاً في السكك الحديد وقطارات النوم للمصريين والسياح، ويدرس ابرام عقد جديد طويل الأجل مع هيئة السكك الحديد في مصر في هذا الخصوص". وأكد ان وكالته لم تقلل من حجم استثماراتها في مصر، وانها تعتبر عام 1998 عاماً جيداً في مصر. من جانبه أعلن رئيس قطاع الفنادق في مجموعة "أكور" الفرنسية العالمية جان روبير رزنيك ان مجموعته تخطط لرفع عدد فنادقها في مصر الى 40 فندقاً مع حلول عام 2000. وقال ان المجموعة تستثمر 38 بليون جنيه مصري في 165 مشروعاً جديداً في مصر - تحت الانشاء - في مجالات المصايف والسياحة الشعبية وسياحة السفاري والمؤتمرات والرحلات النيلية، وذلك في مناطق البحر الأحمر وسيناء ووسط مصر وبحيرة ناصر. وعدد منها مشروعاً لاقامة فندق جديد في مدينة 6 اكتوبر، وفندقاً جديداً في شرم الشيخ، يحمل علامة "ميركيور" بالاضافة الى مشاريع جديدة في طابا. وقاربت المجموعة على افتتاح مشروع فندقي مهم في الأقصر هو "فندق الكرنك" بالتعاون مع "بنك أبو ظبي" ودعم رئيس دولة الامارات الشيخ زايد الذي قال ان المجموعة تشكره على تعاونه الدائم معها. وقال رزنيك: "نستثمر باعتدال ولسنا مجانين، ودخلنا في مجال تطوير حركة السياحة الاقليمية بين دول المنطقة، كما دخلنا مرحلة تصنيع السياحة في مصر وتنويع منتجها السياحي وتطويره ليكون قادراً على المنافسة الدولية، بعدما وقعنا اتفاقية شراكة مع مصر قبل شهرين لمدة 30 عاماً. ونسعى الى جذب نماذج جيدة من السياحة من بينها السياحة العلاجية التي توليها "أكور" اهتماماً كبيراً. وكان آخر دليل على اهتمامنا بهذا النمط من السياحة الاتفاق الذي وقعته المجموعة مع جامعة "هارفارد" ومدته عشر سنوات لتطوير الأبحاث الأساسية للسياحة العلاجية، وتطوير العلاج بالمياه المعدنية التي نمتلك 14 مركزاً منها للعلاج واعادة التأهيل في اليابان والمغرب وبقية مناطق العالم". وذكر رئيس شركة أكور للفنادق في مصر - والمعروفة باسم مجموعة المغربي - أحمد المغربي ان "أكور" تهتم بالسياحة العلاجية في مصر أيضاً لأن مصر تمتلك البيئة والطبيعة والمناخ الملائم لهذا النمط من السياحة، وقال: "اجرينا دراسات لتطوير هذا النمط السياحي في مصر بكلفة 50 الف جنيه مصري، أثبتت وجود نوعيات من المواقع المناسبة لاقامة المنتجعات في أسوان وحمامات فرعون، والرمال السوداء في سفاجا لعلاج الصدفية والأمراض الجلدية، ونسعى الى الاستفادة من طبيعة هذه المناطق باقامة مشاريع سياحية علاجية، بالاضافة الى قرية متكاملة في دهب لهذا النمط من السياحة". وحضر مؤتمر كارلسون فاغون لي في الأقصر وزير السياحة المصري الدكتور ممدوح البلتاجي، ورئيس المجلس الأعلى لمدينة الأقصر اللواء سلمى سليم، ورئيس غرفة المنشآت الفندقية في مصر السيد محمد نسيم ورئيس غرفة شركات السياحة المصرية السيد الهامي الزيات.