غابورون، جوهانسبورغ - أ ف ب، رويترز - وصل الرئيس الاميركي بيل كلينتون، ظهر أمس الاحد، قادماً من جنوب افريقيا الى غابورون عاصمة بوتسوانا، المحطة الخامسة وقبل الاخيرة في جولته الافريقية. واستغرقت زيارة كلينتون الى جنوب أفريقيا أربعة أيام، ختمها بحضور قداس في كنيسة "ريجينا موندي" الكاثوليكية في مدينة سويتو للسود. وكان رئيس جنوب افريقيا نلسون مانديلا وجه انتقادات شديدة الى مبادرة تجارية أميركية مزمعة تجاه افريقيا. واستهل كلينتون زيارته الى بوتسوانا بالاعلان عن انشاء "اذاعة الديموقراطية من اجل افريقيا"، وهي قسم جديد من اذاعة "صوت أميركا"، بهدف دعم الديموقراطية وحقوق الانسان في هذه القارة، على ان تبدأ العمل في أيار مايو المقبل. ولوحظ ان الموعظة في القداس الذي ختم به كلينتون زيارته الى جنوب افريقيا ركزت على موضوع الزنى. واختار الكاهن راماديوس ماغوباني مقطعاً من الانجيل عن تدخل السيد المسيح لانقاذ الزانية مريم المجدلية من الرجم قائلاً: "من منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر". وخلص الكاهن الى القول: "كلنا خاطئون وبأي حق ندين" الآخرين. ويواجه كلينتون في الولاياتالمتحدة اتهامات عديدة بالتحرش الجنسي وبارتكاب العديد من الخيانات الزوجية. وفي نهاية القداس صافح الزوجان كلينتون قرابة 200 من سكان الحي كانوا ينتظرون في الخارج طوال القداس. وكان بينهم 60 طفلاً ينشدون أغاني ويهتفون تحية للرئيس الاميركي وزوجته. مانديلا ينتقد من جهة أخرى، بثت شبكة "سي. ان. ان" التلفزيونية أول من امس مقتطفات من مقابلة انتقد فيها الرئىس مانديلا بشدة مبادرة تجارية اميركية مقترحة بشأن افريقيا. وقال انها تقوض حرية بلاده في تحديد سياساتها التجارية. وقال: "نقاوم أي محاولة من أي بلد لفرض شروط على حريتنا في التجارة. ولا يمكننا قبول ذلك". واعتبر أن مشروع قانون "أفريقيا: النمو والفرص" الذي يبحثه الكونغرس الأميركي حالياً، والساعي الى "زيادة التجارة والحد من المساعدات" يحتوى على "شروط تقيد حريتنا في التجارة مع الدول الاخرى، وهي شيء نجده غير مقبول على الاطلاق". ويخشى بعض الافارقة ان يحرم المشروع بلادهم من سيادتها ويضع الكثير من القوة في يد المؤسسات الاجنبية الغنية. وكان مجلس النواب الأميركي أقر مشروع القانون وأحاله الى مجلس الشيوخ. وهو يتضمن تأسيس صناديق لمساعدة الدول الافريقية على تطوير بنيتها الاساسية. ويقدم المشروع زيادات محدودة في الدخول الى الاسواق الاميركية لكنه يربط معظم المزايا بالتقدم تجاه الديموقراطية والاصلاح الاقتصادي". المحطة الأخيرة ويشكل خيار الرئيس كلينتون ان تكون جزيرة غوريه المحطة الأخيرة لزيارته الى افريقيا رمزاً مهماً لنحو 34 مليون اميركي اسود، لأنها كانت المركز الرئيسي لتجارة العبيد. ولقي ملايين الافارقة خلال القرن الماضي حتفهم عندما كانت السفن تنقلهم من الجزيرة الى أميركا. ولن تكون رسالة المصالحة المهمة التي سيطلقها كلينتون من غوريه موجهة الى مضيفيه الافارقة وحدهم وانما كذلك الى السود الاميركيين. وكانت هيلاري كلينتون قد وصفت هذه الجزيرة خلال زيارة قامت بها قبل عام بانها "من اكثر الاماكن إيلاماً للقلب". وتقول الناشطة الأميركية شيري واترز نائبة رئيس هيئة "انتراكشين" التي تضم اكثر من 160 منظمة غير حكومية للتنمية، ان جولة الرئيس كلينتون "ولدت حال ترقب واسعة" لدى الاميركيين السود. وحرص كلينتون، الذي ضاعف أخيراً مبادراته من اجل تعميق الحوار بين مختلف الاعراق في الولاياتالمتحدة، على اصطحاب عدد كبير من رجال الاعمال والمسؤولين السود ضمن الوفد المرافق، من بينهم عضوان في الادارة و12 من الأعضاء السود في الكونغرس. كما يتضمن الوفد احد ابرز زعماء الاميركيين السود القس جيسي جاكسون، ممثل كلينتون الشخصي للعمل على ارساء الديموقراطية في افريقيا. على رغم كل ذلك لا يزال بعض التحفظات يشوب الحماسة التي اثارتها جولة الرئيس الاميركي في افريقيا. فقد اعلن البيت الابيض قبل بدء الجولة ان كلينتون لن يقدم اعتذاراً رسمياً بشأن تجارة الرقيق التي تعرض لها السود حتى وإن أعرب طوال رحلته عن أسفه الشخصي لتجارة العبيد.