قدّم رئيس حزب الكتائب اللبنانية الدكتور جورج سعادة "خطوطاً عريضة لورقة عمل جامعة تشكل جامعاً مشتركاً" بين القيادات المسيحية لمناقشتها والقيام بموجبها بعمل مشترك يعيد التوازن "الذي لا يميل لمصلحة المسيحيين خصوصاً بعد حربي التحرير والإلغاء عامي 1989 و1990 وما افرزتاه من تباعد وتناقض". وعرض سعادة، في تقرير سياسي ألقاه بعد ظهر امس، في افتتاح المؤتمر العام ال21 للحزب الذي يختتم الأحد بانتخاب رئيس له ونائب للرئيس وأعضاء المكتب السياسي، مضمون هذه الورقة، كالآتي: التنفيذ المتوازن لوثيقة الوفاق الوطني اتفاق الطائف نصاً وروحاً، وتشكيل حكومة وفاقية تمشياً مع مضمون هذه الوثيقة، ورفض التوطين وتسريع عودة المهجّرين، وضرورة تنفيذ القرار الرقم 425 ورفض اي اتفاق يكون دون السقوف التي يتضمنها، خصوصاً انه يفسّر ذاته بذاته، والتأكيد ان لبنان وطن نهائي، ما يحتم التشديد على سيادته واستقلاله وبسط سلطته كاملة على ترابه كاملاً، والتزام تطبيق اللامركزية الإدارية، ووضع قانون جديد للانتخاب يعتمد الدائرة الصغرى، وإبطال مرسوم التجنيس للعام 1994 ومفاعيله وإعادة النظر فيه، وضمان استقلال القضاء اللبناني وتحريره من الضغوط والوصاية السياسية، وتعزيز سلطات الرقابة المالية والإدارية. وطلب في حال الاتفاق على هذه الورقة رفعها الى رئيس الجمهورية مقرونة باقتراح يتمنى عليه الدعوة الى مؤتمر وطني عام يرعى عملية المصالحة الشاملة التي لم تتم بعد فصولاً. وتخوّف سعادة في التقرير من انزلاق منطقة الشرق الاوسط الى "انفجار كبير" بفعل جمود عملية السلام، مطالباً بتحقيق السلام العادل والشامل وفقاً لأسس مؤتمر مدريد. وحثّ الكتائبيين على التأهب "وكأن الانتخابات البلدية والاختيارية حاصلة غداً"، مبدياً رغبته في ان تحمل انتخابات الرئاسة الاولى في الخريف المقبل "رئيساً على مستوى المرحلة يحظى بثقة اللبنانيين جميعاً، والمسيحيين خصوصاً والموارنة تحديداً، ولا يشكل تحدياً لمحيطه العربي ولا سيما سورية، على ان تواكب عهده حكومة وفاق وطني تصحح ما تراكم من خلل وتصوّب ما تكدس من اخطاء". وشدد على اهمية عودة المهجّرين، داعياً الى سحب مشروع قانون الزواج المدني من التداول لأنه من المواضيع الخلافية، مثل العلمانية وإلغاء الطائفية السياسية. وقدّم سعادة اقتراحات لحل الازمة الاقتصادية اهمها الاسراع في تشكيل المجلس الاقتصادي - الاجتماعي. وأكد سعي القيادة الكتائبية الى "جمع شمل" الحزب وتحقيق المصالحة داخله "ليستعيد موقعه ودوره". ودعا الى "برنامج انقاذي شامل"، مناشداً "رفاق الدرب والنضال العودة الى بيت الكتائب الذي يتسع لنا جميعاً، وتخطي خلافات الماضي وإنهاء واقع الشرذمة والتفرق". في بكركي وكان سعادة زار صباحاً بكركي حيث اطلع البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير على نتائج زيارته الاخيرة لسورية ولقائه الرائد الركن بشار الأسد. واعتبر "ان الزيارة تتمة للمحادثات التي اجريت قبل ثلاثة اشهر"، مشيراً الى "ان هناك رغبة اكيدة من المسؤولين في سورية لتثبيت العلاقات على أسس سليمة وثقة متبادلة". وعن الخلافات الكتائبية قبيل انتخابات رئاسة الحزب قال "كانت لي دعوة ونداء الى الجميع ليعودوا الى بيت الكتائب ولماذا الاجتماع هنا وهناك وهنالك، بيت الكتائب يتسع للجميع وهو في تصرف الجميع. وكانت هناك اتصالات ومفاوضات بطريقة مباشرة وغير مباشرة وقطعت اشواطاً لكن من المؤسف جاء الاستحقاق ولم نصل الى النتيجة التي كنا نسعى ولا نزال اليها".