الكاب جنوب افريقيا - أ ف ب - صرح الرئيس الاميركي بيل كلينتون في كلمة ألقاها امس الخميس في الكاب أمام مجلسي البرلمان في مدينة الكاب ان اميركا "تريد ان تكون جنوب افريقيا قوية" وهي "في حاجة الى ان تكون جنوب افريقيا قوية". وأثارت تصريحات كلينتون موجة من التصفيق من قبل أعضاء البرلمان وقد التقوا في قاعة الجمعية الوطنية أحد مجلسي البرلمان. وأضاف كلينتون "نسعى الى اقامة شراكة حقيقية ترتكز على الاحترام والمصالح المشتركة" وأكد انه "لا يمكن ان يتم الاتفاق على كل الامور ولكننا متفقون على معظم الموضوعات وعلى جميع الموضوعات المهمة". وكان من المتوقع ان تستمر كلمة كلينتون 45 دقيقة وكانت مفاجأة عندما انتهت خلال 17 دقيقة، وهو رقم قياسي في الايجاز من الرئيس الاميركي. وكان كلينتون بدأ بعد ظهر امس الخميس في مدينة الكاب حيث استقبله نظيره الجنوب افريقي نيلسون مانديلا زيارة رسمية الى جنوب افريقيا تستغرق ثلاثة ايام، هي الأولى لرئيس اميركي. وأعلن نائب الرئيس الجنوب افريقي تابو مبيكي قبيل وصول كلينتون ان بلاده لا توافق على السياسة الاميركية في افريقيا. وشكك مبيكي، الذي يفترض ان يخلف الرئيس الجنوب افريقي نلسون مانديلا العام المقبل، في الصيغة التي أطلقها الاميركيون على سياستهم في افريقيا "تجارة لا مساعدة". وقال مبيكي في مقابلة مع اذاعة فرنسا الدولية بثت أمس الخميس "هذه الصيغة خاطئة" معتبراً ان افريقيا، بما في ذلك جنوب افريقيا، تحتاج الى التجارة والمساعدات في آن واحد. وأضاف: "ان الاقتصاد الافريقي الآن لا يمكنه ان يؤمن الموارد الضرورية للاستجابة لمشكلات الفقر الملحة التي نواجهها". ومن بين المواضيع التي سيتم بحثها بين الاميركيين والجنوب افريقيين تحتل مسألة السياسة الاقتصادية الاميركية في افريقيا حيزاً بارزاً. وسبق ان أعلنت بريتوريا تحفظاتها عن مشروع قانون صوت عليه أخيراً مجلس النواب وينص على توسيع الشراكة الاقتصادية بين الولاياتالمتحدة وافريقيا. واحيل مشروع القانون الآن الى مجلس الشيوخ للموافقة عليه. ويهدف هذا القانون الى استبدال التجارة بالمساعدات من خلال فتح السوق الاميركية بشكل أوسع امام الصادرات الافريقية. كما ينص على منح تسهيلات للدول الافريقية المدينة، شرط ان تجري اصلاحات سياسية واقتصادية ليبرالية. الا ان جنوب افريقيا تعارض ربط العلاقات الاقتصادية بأي شروط سياسية. وقال مبيكي ايضاً في مقابلته انه ينبغي التأكد من ان التدابير التي اتخذت لن تكون مجرد وسيلة لفتح الاسواق الافريقية امام منتجات الدول المتطورة. ورأى ان القارة الافريقية تحتاج الى استثمارات تسمح لاقتصاداتها بانتاج سلع صالحة للتصدير وليس مواد أولية. وفي اطار تحرير التجارة العالمية اعتبر مبيكي انه من المهم الاعتراف بأن دولاً افريقية فقيرة، على غرار بوركينا فاسو، لا يمكن ان تكون شريكة ذات ثقل يسمح لها بأن "تجدد نفسها في موقف متساو في المفاوضات التجارية". وينتظر ان تكون النقاشات الاميركية - الجنوب افريقية جادة في هذا الشأن، الا ان أياً من البلدين لا يبدو راغباً في تأجيج التوتر الديبلوماسي الذي برز في تشرين الأول اكتوبر الماضي نتيجة الزيارة التي قام بها مانديلا الى ليبيا أو العلاقات الودية التي تربط بريتوريا بإيران وكوبا. وقال الفرد نزو وزير الخارجية الجنوب افريقي امس الخميس مرحباً بكلينتون ان هذه المسائل "لن تؤثر" في العلاقات بين البلدين.