القدس المحتلة - أ ف ب، رويترز - غادر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إسرائيل أمس متوجهاً إلى باريس، في ختام جولة في المنطقة بهدف دفع عملية السلام المتعثرة. وصرح أنان قبيل مغادرته إسرائيل: "علمت ان المنسق الأميركي لعملية السلام السفير دنيس روس قادم، وقد يأتي ببعض الاقتراحات، وقد يطرح اقتراحات على مائدة مفاوضات تضم الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني". وقال مسؤولون فلسطينيون إن أنان ألغى زيارة مقررة للمسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدسالشرقية بسبب "مجموعة من الشروط التي وضعتها السلطات الإسرائيلية لهذه الزيارة". لكن "حركة المقاومة الإسلامية" حماس استنكرت ذلك، متهمة أنان ب "عدم الحياد". وقال مسؤولون في "بيت الشرق" المقر شبه الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية في القدسالشرقية إن أنان ألغى الزيارة بسبب "مجموعة من الشروط وضعتها السلطات الإسرائيلية". وأوضح هؤلاء أن من ضمن هذه الشروط "مرافقة مسؤولين إسرائيليين له، إضافة إلى مواكبة قوة أمنية إسرائيلية كبيرة له خلال جولته". واعتبر مسؤول ملف القدس في منظمة التحرير فيصل الحسيني ان قرار أنان إلغاء زيارته "يعتبر رفضاً للشروط التي وضعتها إسرائيل والتي تهدف منها إلى إظهار سلطتها على عموم المدينة، وهو ما يتعارض مع قرارات الشرعية الدولية التي تعتبر القدسالشرقية منطقة محتلة". وعلمت وكالة "فرانس برس" من مصادر فلسطينية مطلعة ان رئيس بلدية القدس ايهود أولمرت أراد مرافقة أنان في جولته. ونفى الناطق باسم بلدية القدس "علمه بمثل هذه الزيارة"، كما ذكرت دائرة البروتوكول في الخارجية الإسرائيلية أن "جدول زيارة أنان لم يتضمن مثل هذه الجولة في البلدة القديمة". وأكد مدير المسجد الأقصى محمد حسين ان "مسؤولين في مكتب الأممالمتحدة في القدس زاروا الاثنين الماضي المسجد الأقصى للترتيب لزيارة أنان"، مضيفاً أن "مكتب الأممالمتحدة اتصل بهم ليل الأربعاء - الخميس ليبلغهم إلغاء الزيارة". إلى ذلك، قال الناطق باسم "حماس" إبراهيم غوشه إن حركته "تستغرب وتستنكر رجوع أنان عن قراره بزيارة الحرم الشريف في القدس مع أنه زار ما يسمى بخيمة الذكرى التي تتحدث عن المحرقة المزعومة لليهود، كما ارتدى القلنسوة اليهودية". ورأى غوشه في تصريح لوكالة "فرانس برس" ان "هذا التصرف ينفي عن أنان الحيادية والتجرد المفترض وجودهما لدى الأمين العام للأمم المتحدة، كما يدل على أن أنان وقع تحت الضغط الصهيوني والأميركي".