يستقبل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، في مقر اقامته في رام الله التي انتقل اليها امس من غزة، المنسق الاميركي لعملية السلام السفير دنيس روس. ويتوقع ان يبحث روس، خلال وجوده في المنطقة، في ترتيب لقاءات ثنائية بين كل من عرفات ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو، في موعد لم يتم تحديده بعد. ومن المقرر ان يعرض روس الافكار العريضة لمبادرة ارجأت واشنطن اعلانها بسبب انشغال الادارة الأميركية بالأزمة العراقية، ومن ثم الضغوط الاسرائيلية لمنعها. وقال نبيل ابو ردينة المستشار الاعلامي للرئيس الفلسطيني: "نحن نتوقع ان تقوم الادارة الاميركية بتقديم مثل هذه المبادرة، التي نأمل بأن تكون منسجمة مع الاتفاقات التي تم توقيعها، ومع مرجعية عملية السلام"، معرباً عن الأمل بأن تنطوي على اقتراح انسحاب اسرائيلي من الضفة الغربية "له صدقية، من حيث الكم والنوع، وتأكيد التزام اسرائيل تنفيذ المرحلة الثالثة من الانسحاب، التي ينتهي موعدها، في حزيران يونيو المقبل، وتأكيد التزام اسرائيل وقف الاستيطان وكل النشاطات الأخرى من جانب واحد". وعكست الدكتورة حنان عشراوي وزيرة التعليم العالي الفلسطينية موقفاً اكثر تشككاً في مدى التقدم الذي يمكن ان تحرزه جولة روس الاخيرة. وقالت: "ان الجانب الفلسطيني لن يدخل في قضية المساومة او مناقشة النسب، لأن هذا الموضوع كان قد تم الاتفاق عليه في اتفاقات موقعة". ورأت ان الحكومة الاسرائيلية لا تريد مبادرة فاعلة ذات مضمون، وهي لم تنفذ حتى الآن، المرحلة الاولى من اعادة الانتشارو من غير الممكن الدخول في الحل النهائي، قبل اتمام اسرائيل المراحل الثلاث من اعادة الانتشار، وتنفيذ استحقاقات المرحلة الانتقالية، ووقف الاستيطان". من جهة أخرى، قالت مصادر فلسطينية ل "الحياة" ان المبادرة الاوروبية التي عرضت على الادارة الاميركية تلحظ ضرورة ان تشمل المرحلة الاولى من الانسحاب الاسرائيلي، ما نسبته 20 في المئة من المناطق "ج" الى "أ"، وكذا نسبة موازية في تحويل اجزاء من المنطقة "ب" الى "أ"، اضافة الى تأكيد المرحلة الثالثة من الانسحاب ووقف الاستيطان. والموقف من هذه القضية كان في صلب اللقاء الذي جرى ليلة الثلثاء - الاربعاء في غزة، بين الرئيس الفلسطيني، وزعيم الحزب الاشتراكي الديموقراطي الالماني المعارض غيرهارد شرودر الذي انتقل لاحقاً الى بيروت.