اعتبر خبراء عمل ونقابيون عرب ان العولمة وآثارها الاجتماعية من أهم القضايا تأثيراً على المرأة العربية العاملة، وانها قد تكون - في معظم الاحيان - الضحية الاولى في برامج التكيف الهيكلي والاصلاح الاقتصادي. وأكدت السيدة عائشة عبدالهادي رئيسة الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب انه بالاضافة الى الرواسب الثقافية وما ترتب عليها من حرمان المرأة العربية من الكثير من الحقوق والتي ما زالت تعد عائقاً يحول دون الانطلاقة المنشودة التي يجب ان تدخل بها المرأة العاملة العربية القرن ال 21، فإن انعكاسات العولمة وبرامج الاصلاح ستزيد من مشكلة البطالة التي ستتحملها المرأة. فالمرأة قد تضطر الى البحث عن عمل بأجور أقل ومن دون اي حماية او مظلة تأمينية لمواجهة أعباء المعيشة، وذلك ما يدفع الى تشجيع التعليم الفني للإناث وازالة التمييز، وزيادة فرص الاستخدام لقدرة المرأة على العمل. وعادت عبدالهادي - التي كانت تتحدث امام مؤتمر العمل العربي في يوبيله الفضي في مدينة الاقصر الاثرية في صعيد مصر قبل ايام - لتؤكد "أن المرأة العربية بشكل عام، وهي الام والاخت والزوجة والابنة، هي المتضررة الاولى في حالة فقد العائل وفقد الوظيفة". وقالت: "إننا نؤمن بأن العمل حق طبيعي وواجب مقدس وضرورة من ضرورات مواجهة أعباء الحياة، وقد اقرت النظم السماوية هذا الحق من دون تفرقة او تمييز بين الرجل والمرأة". واوضحت رئيسة لجنة المرأة العاملة العربية ان الاهتمام الدولي بالمساواة بين المرأة والرجل جاء متأخراً كثيراً عما شرعته الرسالات السماوية، لكن العولمة والمستجدات والمتغيرات التي تمر بها المنطقة العربية تتطلب الوقوف امام المشكلات والمعوقات التي ما زالت تحد من فعالية المرأة العاملة العربية في قوة العمل، وزيادة مساهمتها الاقتصادية لتصل الى مكانة متميزة بين صفوف القوى العاملة في عالمنا المعاصر. ومن جانبه أوضح المدير العام لمنظمة العمل العربية السيد بكر محمود رسول انه من مقتضيات العولمة مشاركة جميع فئات المجتمع وشرائحه من دون استثناء في جهود ازالة المعوقات التي تواجهها النساء تعليماً وتدريباً، واتاحة الفرصة امام المرأة العربية العاملة للمشاركة في حقول العمل كافة. وشدد المدير العام لمنظمة العمل العربية- الذي كان يتحدث أمام أعضاء مؤتمر العمل العربي ايضا عن تأثير العولمة على المرأة العاملة على اهمية العولمة وما تمثله من تحدٍ للدول النامية عموما والدول العربية خصوصاً، وكذلك أهمية هذه التحديات وخطورتها على فئات المجتمع في بلدان العالم النامي. وقال ناطق باسم منظمة العمل العربية ل "الحياة" إن العولمة وتحرير التجارة سيزيدان من تهميش العمال والعاملين والفئات المتوسطة، وبالتالي سيفقد المجتمع مقومات امنه واستقراره وازدهاره، وان التكلفة الاجتماعية لتطبيق برامج الاصلاح الاقتصادي واعادة الهيكلة ستكون مرتفعة وستتحملها في الأساس الفئات محدودة الدخل. الى ذلك اوصى اطراف الانتاج الثلاثة في الوطن العربي، من حكومات واصحاب اعمال وعمال، والذين شاركوا في فعاليات مؤتمر العمل العربي، بمراعاة الجوانب الاجتماعية عند تطبيق خطط وبرامج الاصلاح الاقتصادي، والتكيف الهيكلي بما يكفل حماية القوى العاملة - بجميع فئاتها - وتنميتها، وتفعيل آليات ومجالات التشاور والتعاون بين اطراف الانتاج الثلاثة لتعزيز دورهم في مواجهة الاثار الاجتماعية الناجمة عن العولمة وبشكل يكفل تعزيز برامج التنمية وتحقيق العدالة الاجتماعية.