أكد رئيس أركان القوات المسلحة في دولة الامارات الفريق الركن الطيار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ان الوجود الأجنبي في مياه الخليج "وجود موقت لظروف تهدد السلم والأمن الدوليين، ومن ثم فان المجتمع الدولي ككل ودول المنطقة كذلك لا تستطيع ان ترفض هذا الوجود، وقد تأكد ذلك عند غزو العراق للكويت في عام 1990". وأشار الشيخ محمد بن زايد في تصريحات بمناسبة افتتاح المعرض الدولي الثلاثي "ترايدكس 98" في أبو ظبي، امس، الى ان الوجود الاجنبي في دول الخليج العربية "هو عبارة عن اتفاقات ثنائية ابرمتها كل دولة من دول المنطقة مع دول عدة للتعاون الدفاعي وتبادل الخبرات والمعلومات لحماية أمنها وسلامة أراضيها"، مؤكداً ان هذه الاتفاقات "تستند الى شروط تحفظ التوازن الدقيق في الحقوق والواجبات والالتزامات المشتركة بين الدول المتعاقدة، وهناك كثير من الدول تتجه في الوقت الراهن الى هذا النمط من التعاون الدفاعي كأسلوب معتمد في العلاقات الدولية وكحق مقرر في التعاون الدولي". وأوضح ان الوجود الاجنبي في المنطقة لم يأت نتيجة لرغبة دول الخليج العربية ولكن "نتيجة للاخطار والتهديدات التي تتعرض لها مصالح دول المنطقة والعالم اجمع، وللاخطاء الاستراتيجية التي ارتكبت في جانب بعض دول المنطقة وأدت الى وجود هذه القوات". وأكد ان القول بأن دول الخليج تحتضن القوات الاجنبية "قول يسيء الى دول المنطقة وشعوبها ككل. ونحن نرفض مثل هذه الاساءة". ونفى "الادعاءات والمزاعم التي تدعي ان دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تفرط في شراء الاسلحة من الدول الغربية" معتبراً ان هذه المزاعم "لا تستند الى فهم واع لحقائق الامور، بل تصدر عن فكر تنقصه الخبرة والدراية بما يجري من تطورات في مختلف ارجاء العالم وفي منطقة الخليج العربي التي تريد الحفاظ على أمنها واستقرارها ووضع سياسات دفاعية فاعلة على المستويين الوطني والخليجي". وأكد الشيخ محمد وجود تنسيق بين دول مجلس التعاون لوضع استراتيجية دفاعية، موضحاً ان هذه الاستراتيجية "لن تحقق أهدافها ما لم يكن هناك انسجام بين النظم الدفاعية وانماط التسليح في هذه الدول". وقال ان السياسة الدفاعية لدولة الامارات "تصتع من خلال كفاءات وطنية على درجة عالية من التخصص العلمي والمهني يراعى فيها تنويع مصادر التسلح في اطار التكامل والفعالية". وقد افتتح الفريق أول الشيخ محمد بن راشد المكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع في دولة الامارات معرض "ترايدكس 98" امس في مركز أبو ظبي للمعارض الدولية. وشارك في الافتتاح رئيس أركان القوات المسلحة الاماراتية وكبار المسؤولين المدنيين والعسكريين في الامارات وعدد من وزراء الدفاع والقادة العسكريين في الدول العربية والأجنبية. وتزامنت اقامة هذا المعرض مع بدء تمرين "درع الجزيرة - 6" بين قوات دول مجلس التعاون على أرض الامارات. ويأتي هذا التمرين ضمن فعاليات التعاون العسكري بين دول المجلس الذي بدأ منذ العام 1983 بتمرين درع الجزيرة الرقم 1 في اطار استراتيجية خليجية موحدة وخطط سنوية تعزيزاً للتعاون العسكري.