ثمة أسئلة تقليدية، او عبارات، بالانكليزية تُبنى طُرف على الأجوبة عنها، مثل "دكتور، دكتور" "او جرسون، هناك ذبابة في الحساء" او "كم شخص غيّر اللمبة؟" فمثلاً هناك الذي يسأل "دكتور، دكتور، كسرت رجلي. ماذا أفعل؟" والجواب "أعرج". او الذي يقول "جرسون، هناك ذبابة في الحساء"، ويرد الجرسون: "ماذا تنتظر بريالني؟ فأراً؟". او الذي يسأل: "كم طبيب نفسي غيّر اللمبة؟" والجواب "أولاً، يريد الطبيب ان يعرف إذا كانت اللمبة تريد تغيير نفسها". اليوم، أنا بصدد عبارة أخرى في شهرة ما سبق في التعليقات الطريفة هي "لماذا عبرت الدجاجة او الفرخة الطريق؟ او لماذا انتقلت الى الجهة الأخرى؟". وكان المعلم سأل ولداً صغيراً هذا السؤال فجاوب الجواب المنطقي الوحيد: لأنها أرادت ان تصل الى الجانب الآخر. غير ان هذا الرد أعطى فرصة للراغبين لاقتراح أجوبة تعكس شخصيات أصحابها. وكنت سأفعل فآخذ العرب شعباً شعباً وأتصور جواب المغربي او المصري او السعودي او السوري او اللبناني او العراقي او غيرهم. إلا انني كنت تكلمت عن هؤلاء جميعاً بسخرية في زاوية سابقة موضوعها متقدمين لوظيفة محاسب، ولا أزال حتى اليوم أتلقى لوماً او عتباً او تقريعاً. لذلك لا أسخر اليوم من العرب، كلٍّ حسب بلده، وانما أجمعهم في رد واحد هو ان الدجاجة انتقلت الى الجانب الآخر للطريق هرباً من الحكومة، مع اسراعي الى التأكيد ان الزاوية عن المحاسبين لم تخفني وتقنعني بأن السلامة غنيمة، فأنا لا أزال شجاعاً غير انني اليوم، بالصدفة، مصاب بصداع. وهكذا أتصوّر هنا رد الشعوب الأخرى على السؤال لماذا عبرت الدجاجة الطريق؟ الاسرائيلي: هناك اوكازيون في متجر على الرصيف الآخر. او: لانشاء حزام أمني. الألماني: لتعتذر الى الفرخة الاسرائيلية وتدفع تعويضات عن المحرقة. الأميركي: بحثاً عن أسلحة الدمار الشامل. الانكليزي: لأن الدجاجة الأميركية قطعت الطريق الى الجانب الآخر. الفرنسي: الدجاجة عبرت الطريق لأن الدجاجة الأميركية لم تكن تريدها ان تعبر، فقررت ان تفعل ذلك لاغاظة الدجاجة الأميركية واثباتاً لاستقلالية قرارها، على الرغم من انها لم تكن تريد عبور الطريق في الأصل. المكسيكي: لأن هناك عصابة تهرب الدجاج المكسيكي الى الولاياتالمتحدة. الكندي: حتى لا تعتقد الدجاجة الأميركية انها وحدها لها حق العبور الى الرصيف الآخر. الكولومبي: لتبيع الدجاجة الأميركية مخدرات. الروسي: نفى بشدة ان تكون أي دجاجة روسية قطعت الطريق الى الجانب الآخر. الايطالي: لتهرّب أموالها من الضرائب. الاسترالي ريتشارد بتلر: هذا ليس فرخة بل بغلاً. البرازيلي: رأت دجاجات يرقصن سامبا على الطرف الآخر. الياباني: لأنها أرادت ان تركب ياماها، ياكواساكي، ياما فهمت ياما. الصيني: لأنها اعتقدت ان هونغ كونغ على الرصيف الآخر. اليوناني: لتطرد دجاجة تركية دخلت مياهها الاقليمية. التركي: لتنّسق مع الدجاجة الاسرائيلية ضد الدجاجة اليونانية والسورية والعراقية والكردية والقبرصية والايرانية الخ، الخ. الايراني: لتصدّر الثورة. الأفغاني: أرادت الاشتراك في معركة على الجانب الآخر. الهندي: سعياً وراء التكامل الروحي. الباكستاني: لتطلع روح فرخة هندية. وأخيراً، اعترف بأنني كنت أفضل لو جاوبت نيابة عن العرب شعوباً وأفراداً، لولا الصداع، وهو بدأ يخف لذلك اختتم بجواب محتمل ثانٍ، بعد جوابي السابق، فالعربي يسأل: لماذا قطعت الدجاجة الطريق الى الرصيف الآخر؟ ويجيب لأنها لم تستطع ان "تقاقي" على رصيف الوطن. آخ يا وطن، في فمي ماء.