بغداد - أ ف ب، رويترز - اتهمت صحيفة عراقية الكويت أمس بنسف التقارب بين العراق والدول الاخرى الخليجية، وأكدت ان بغداد "لا تدري ماذا تفعل لإثبات نياتها السليمة إزاء الكويت". وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي دعوا العراق في ختام اجتماعهم أول من أمس الى "اتخاذ الخطوات الضرورية لاثبات نياته السلمية تجاه دولة الكويت ودول المنطقة، قولاً وعملاً بما يحقق الأمن والاستقرار لكل دول المنطقة". وكتبت صحيفة "بابل" التي يشرف عليها عدي نجل الرئيس العراقي صدام حسين "في الوقت الذي تصاعدت المبادرات الايجابية من الاشقاء العرب في الفترة الأخيرة، بذل حكام الكويت محاولات يائسة بكل ثقلهم مستثمرين علاقاتهم مع الولاياتالمتحدة، لوقف تفاعل الاشقاء في دول الخليج وتواصلهم مع اشقائهم أبناء العراق". وتابعت: "لا ندري ماذا يفعل العراق لإثبات نياته السليمة إزاء الكويت". وذكّرت بأن العراق اعترف بالكويت ويسعى الى تسوية المشكلات العالقة معها. وكررت ان العراق لا يحتجز أي أسير كويتي وان مشكلة الممتلكات التي وضع العراق يده عليها اثناء غزوه الكويت في 1990 سويت. وأكدت صحيفة "الثورة" الناطقة باسم حزب البعث الحاكم في العراق ان هذا البلد "لا يريد ولم يرد في يوم من الايام ان يكون مصدر قلق وذعر لأبناء الكويت وغيرهم من ابناء الأمة العربية. العراق أعلن مرات رغبته في طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة وبناء تضامن عربي". وأشارت الى ان الكويت باتت تواجه "ابتزازاً اميركياً مالياً وسياسياً ونفسياً". وكررت الدعوات العراقية الى الكويت الى نسيان الماضي وفتح صفحة جديدة مع العراق. وأوردت صحيفة عراقية اسبوعية يملكها عدي امس ان الكويت وضعت ثلاثة شروط للمصالحة مع بغداد، هي إعادة الأسرى وتنفيذ قرارات مجلس الأمن والاعتذار رسمياً عن غزو الكويت. وقال النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الاحمد الأحد ان على العراق ان يقدم اعتذاراً رسمياً عن غزوه الكويت ويطبق كل قرارات الاممالمتحدة ويطلق الأسرى الكويتيين. وأوضحت "بابل" ان العراق "أكد مرات عدم وجود أي أسير لديه من الكويت أو غيرها. واذا كان هناك مفقودون كويتيون فذلك متوقع في حرب طاحنة مثل تلك التي شنت ضد العراق الذي ما زال يعاني قبل غيره من وجود آلاف من المفقودين والمحتجزين من أبنائه. اما موضوع الممتلكات فقد عفا عليه الزمن وحسم منذ زمن بعيد". من جهة اخرى، أعلن ناطق باسم اللجنة الخاصة المكلفة نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية "أونسكوم" آلان داسي ان المفتش الاميركي سكوت ريتر وفريقه اختتما عمليات تفتيش بدأت الاحد الماضي. وأضاف داسي "ان المفتشين زاروا بعض المواقع وبينها موقعان حساسان وكانت مهمتهم مرضية"، مو ضحاً ان سكوت ريتر وفريقه "في فترة راحة". ورداً على سؤال عن مكان المواقع قال داسي: "لا نعلق" على مواقع عمليات التفتيش. وتشمل المواقع التي يعتبرها العراق "حساسة" منشآت عسكرية ومباني وزارات ومواقع تابعة لقوات الأمن العراقية. وكان بيان رسمي عراقي أفاد الاحد ان فريق ريتر، الذي اتهمته بغداد سابقاً بأنه "جاسوس اميركي"، عاد الخميس الى العراق على رأس فريق من 50 خبيراً واستأنف عمليات التفتيش الجمعة. واضاف ان الفريق فتش خمسة مواقع من دون مشاكل وفي ظل تعاون تام من الجانب العراقي. وأعلن وزير الدفاع البريطاني جورج روبرتسون ليل الاحد ان حاملة الطائرات البريطانية "ايليستراس" حلت أول من أمس محل الحاملة "انفينسيبل" في الخليج، مشيراً الى انها ستبقى "في حال تأهب" تحسباً لعدم التزام العراق الاتفاق الذي وقعه مع الاممالمتحدة.