نيويورك، واشنطن - أ ف ب، رويترز - أكدت وزارة الخارجية الاميركية مساء أول من أمس الاحد أنها فتحت تحقيقاً في احتمال سرقة وثائق بالغة السرية من مكتب أحد كبار مساعدي وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت. ورداً على سؤال حول معلومات نشرتها مجلة "تايم" الاميركية في هذا الشأن، قال الناطق باسم الخارجية جيمس روبن إن "تحقيقاً يجرى حالياً لمعرفة إذا كان ذلك أضر بالأمن القومي". ورفض روبن، الذي يرافق اولبرايت في جولتها في أوروبا، الادلاء بأي تفاصيل حول الحادث. كما رفضت أولبرايت التعليق على سؤال بهذا الشأن خلال مؤتمرها الصحافي في باريس أول من أمس. لكن مسؤولاً آخر في وزارة الخارجية، طلب عدم ذكر اسمه، أشار لاحقاً إلى أن شخصاً دخل قبل حوالى شهر بشكل غير مشروع الى الطبقة السابعة من مبنى الوزارة حيث يوجد مكتب أولبرايت وكبار مساعديها. وأضاف انه "يحتمل" ان يكون هذا الشخص الذي كانت تفصله ستة مكاتب عن مكتب وزيرة الخارجية قلّب أوراق مجموعة وثائق واستولى على بعضها. ومضى يقول ان الوزارة "تحقق في عدد وطبيعة الوثائق التي يمكن ان يكون استولى عليها". وكانت مجلة "تايم" نقلت عن مسؤول كبير في الخارجية الاميركية ان الرجل نجح في تجاوز كل عمليات التدقيق الأمنية والدخول الى مكتب السكرتير التنفيذي لوزيرة الخارجية أحد معاونيها الرئيسيين المكلف ادارة وزارة الخارجية وسرق وثائق بالغة السرية موضوعة في مغلف على مرأى اثنتين من السكرتيرات. وأوضحت مصادر أمنية للمجلة ان أحداً لم يحاول توقيف هذا الرجل، مشيرة الى ان معرفته التامة للمكان وللتدابير الأمنية توحي بأنه من موظفي الخارجية. وأضافت المجلة ان مكتب التحقيقات الفيديرالي اف. بي. آي فتح تحقيقاً لمعرفة هوية السارق وطبيعة الوثائق المسروقة، خصوصاً إذا كان ينوي بيعها إلى دولة أجنبية. وأكدت انه بعد شهر من بدء التحقيق لم يتوصل "اف. بي. آي" ولا الأجهزة الأمنية التابعة للخارجية الى معرفة طبيعة الوثائق المسروقة بدقة. إلا أن المجلة أوضحت ان المغلف الذي يحوي الوثائق يشير الى انها بالغة السرية، وان الأمر قد يتعلق بتقارير لأجهزة الاستخبارات في الخارجية موجهة الى كبار المسؤولين، وحتى معلومات رصدت بواسطة اقمار التجسس الاصطناعية التابعة لوكالة الامن الوطني الاميركية. وفي الأسبوع الماضي، تحدثت صحيفة "واشنطن تايمز" عن تحقيقات يجريها مكتب التحقيقات الفيديرالي اف. بي. آي بشأن احتمال تسريب معلومات سرية إلى العراق الشهر الماضي عن ضربة أميركية كانت محتملة في ذلك الوقت، في إطار المواجهة التي جرت مع بغداد حول عمل مفتشي الأممالمتحدة المكلفين ازالة أسلحة الدمار الشامل العراقية. وقال لويس فري مدير ال "اف. بي. آي" خلال شهادته الثلثاء الماضي أمام لجنة الاعتمادات الفرعية في مجلس الشيوخ، انه لم يصله "رد كامل في ذلك الوقت" على تساؤلات خاصة بتحقيق جارٍ بشأن جاسوس محتمل يعمل لحساب العراق.